إعلان تمرد

اذهب فلم تعد تعنيني، لا أريدك ولا أطيق حضورك، تعبت من غرورك وسئمت من إهمالك، صدقني لم تعد تهمني، فما عدت تلك الطفلة التي تبحث عمّن يرعاها، وجودك وعدم وجودك لا يغير شيئاً في حياتي، فانا الآن أقوى، أنا الآن أنثى كاملة حتى بدون إعلانك لهذا، نعم بإمكاني العيش بدونك.. فهواؤك ما عاد نقياً لينعشني، وتدفق حبك ما عاد قوياً بما يكفي ليجرفني.. لست ادري من تظن نفسك، ومن نصبك سلطاناً على قلبي، ومالكاً لحريتي؟، اذهب أيها الرجل فلست إحدى اسطواناتك المفضلة، تسمعها وقتما تريد وتقفلها عندما تمل، ولست إحدى رواياتك تقصها أمام رفاقك متفاخراً، اخرج الآن واحمل أوراقك معك، فلا وقت لدي لقراءتها أو حتى النظر إليها، سأكسر خلفك زجاجات عطرك، فرائحتك ما عادت تحملني فوق السحاب، وسأرمي كل ما يخصك فما عدت أطيق أي ذكرى منك، وها أنا أعلن التمرد عليك وعلى كل قيودك، وأضرب بعرض الحائط قوانينك الدكتاتورية، وأتوجني ملكة على نفسي، وأعلن انتهاء رواياتك الشرقية، فانا لا أريد البقاء كتابع لك، اخرج ماذا تنتظر؟ لا تنظر الي بهاتين العينين اللتين طالما أحببتهما، وأحببت نظراتهما الرائعة، وابعد عني تلك اليد التي أحسست دوماً بدفئها وروعتها، وأنها خلقت لتحميني وترعاني وتخفف عني وحدتي وقلقي، ولا تتفوه بأي كلمة، فما عادت كلماتك تسحرني أو ترسمني، زهرة على أوراق الحياة... وما عدت ذلك الفارس القادم على حصان ابيض والذي طالما حلمت به، ولا ذلك الرجل الذي طالما أحببته واشتقت إليه، ليجعلني بطلة قصة حياته والنجمة الأولى فيها.. لم اعد اعبأ بهمس الحاسدين الذين كانوا يشيرون إلى صفاتك الرائعة.. وقلبك الحنون.. وسحر شخصيتك، وروعة حضورك، ورجولتك التي تشعرني بأنوثتي، يا أجمل من عرفت، وأفضل ما حدث لي بحياتي... يا قاتلي ومعذبي... ما أجمل الموت على يديك... وما أروع العيش تحت جناحيك... فما أنا بدونك؟ وكيف لي أن أتمرد لولا جحودك؟... فهل يعقل أن يكون هناك ضحية بلا قاتل؟، أو ملكة بلا ملك؟ ولأن "القط يحب خنّاقه" أحبك أيها الرجل..

0 comments:

إرسال تعليق

 
Design by Free Wordpress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة