الأحلام المسروقة




دعت ام شفيق عائلتها لاجتماع طارئ قالت انها ستزف خلاله خبر سار وهام، اجتمعت العائله أمام أام شفيق بانتظار أن تقول خبرها الهام، جلس أبو شفيق وبجانبه شفيق وشفيقه والحيرة تبدو جليه على نظراتهم.
نظرت أم شفيق اليهم ورفعت كتفها وتنهدت تنهيده قويه وقالت بصوت يملئه الفرح والسعاده: سأخبركم بأمر هام يوم غد سيكون يوم تحقيق  الاحلام، اتكأ أبو شفيق على المخده وتكلم بلهجه تهكمية : يوم تحقيق الاحلام؟ كيف هذا يا عزيزتي؟؟!!
ابتسمت أم شفيق وقالت: نعم منذ شهر اشتركت بجمعيه ندفع بها يومياً عشرة قروش وغداً سأقبضها قيمتها عشرة دنانير!!! صرخ شفيق وهللت شفيقة من الفرحه وهم يرقصون عشرة دنانير مرة وحدة.
عدل ابو شفيق جلسته ورفع حاجبه وقال ومن أين لك العشرة قروش كل يوم؟ لكن صوت فرحة شفيق وشفيقه أضاع الموضوع وبدأوا جميعا يحسبون ماذا سيفعلون بالعشرة دنانير ، شفيق اقترح أن تطبخ لهم امه كفتة فهو يتمنى أن يذوقها وشفيقه طلبت أن تشتري تفاح فهي لم تراه إلا بالمسلسلات، وطلبت إشارب جديد بدل الاشارب الوحيد الذي تملكه وشفيق طلب أدوات للمدرسه، ثم نظرت ام شفيق لأبو شفيق نظرة رومانسيه وقالت له :وأنت ألا تريد شيئأ لك هل تريد جرابات عوضاً على الجرابات المهترئه التي ترتديها؟؟
نظر أبو شفيق لها وقال: أريد أمرا واحد أن اعرف من أين لكي العشرة قروش كل يوم؟
وبدأت ام شفيق وأولادها يحسبون ويحذفون بعد الأمور حتى حددوا المشتريات التي تكفي للعشرة دنانير.
لم يستطع كل من شفيق وشفيقه  النوم فقضى كل منهما الليله وهم يتخيلون طعم الكفته والتفاح ونوعيه الأغراض التي سيشترونها.
وجاء اليوم الموعود وخرجت أم شفيق لتستلم الجمعيه من الصباح الباكر.
جلس شفيق وشفيقه ينتظرون أمهم بفارغ الصير ويحاولون أن يضيعوا الوقت باللعب وتخيل الأشياء وترتيب البيت، وأبو شفيق جالس في زاوية البيت ويكلم نفسه ويقول: ترى من أين لها بالعشرة قروش كل يوم ؟؟ّ!!
لمح شفيق والدته من شبه النافذه التي في منزلهم وبدأ يصرخ عادت أمي  عادت أمي ..
دخلت أم شفيق والاحباط والحزن يبدو جلياً على وجهها واتجه اليها شفيق وشفيقه وسألوها: ضحكوا عليكي ولم يعطوكي الجمعيه؟؟ هزت راسها بالنفي ... لم تجدي المرأة بالبيت؟ هزت ايضا بالنفي.. اذا ما الذي حدث أخبرينا؟؟؟
-         لقد سرقت ، بعد ان  خرجت من  عند المرأه كنت امشي وهناك شاب صغير يمشي بجانبي طول الوقت لم انتبه له حتى اقترب مني وسرق  الحقيبه وهرب!!!
ساد الصمت بينهم من شدة الحزن ولم يستطعوا أن يقولوا شيئا حتى قطع هذا الصمت صوت أبو شفيق الذي ما زال جالس في الزاوية ويكلم نفسه وقال: اها الان عرفت كيف كان النصف دينار (المصروف اليومي ) ينتهي بسرعه!!!!

0 comments:

إرسال تعليق

 
Design by Free Wordpress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة