الأحلام المسروقة




دعت ام شفيق عائلتها لاجتماع طارئ قالت انها ستزف خلاله خبر سار وهام، اجتمعت العائله أمام أام شفيق بانتظار أن تقول خبرها الهام، جلس أبو شفيق وبجانبه شفيق وشفيقه والحيرة تبدو جليه على نظراتهم.
نظرت أم شفيق اليهم ورفعت كتفها وتنهدت تنهيده قويه وقالت بصوت يملئه الفرح والسعاده: سأخبركم بأمر هام يوم غد سيكون يوم تحقيق  الاحلام، اتكأ أبو شفيق على المخده وتكلم بلهجه تهكمية : يوم تحقيق الاحلام؟ كيف هذا يا عزيزتي؟؟!!
ابتسمت أم شفيق وقالت: نعم منذ شهر اشتركت بجمعيه ندفع بها يومياً عشرة قروش وغداً سأقبضها قيمتها عشرة دنانير!!! صرخ شفيق وهللت شفيقة من الفرحه وهم يرقصون عشرة دنانير مرة وحدة.
عدل ابو شفيق جلسته ورفع حاجبه وقال ومن أين لك العشرة قروش كل يوم؟ لكن صوت فرحة شفيق وشفيقه أضاع الموضوع وبدأوا جميعا يحسبون ماذا سيفعلون بالعشرة دنانير ، شفيق اقترح أن تطبخ لهم امه كفتة فهو يتمنى أن يذوقها وشفيقه طلبت أن تشتري تفاح فهي لم تراه إلا بالمسلسلات، وطلبت إشارب جديد بدل الاشارب الوحيد الذي تملكه وشفيق طلب أدوات للمدرسه، ثم نظرت ام شفيق لأبو شفيق نظرة رومانسيه وقالت له :وأنت ألا تريد شيئأ لك هل تريد جرابات عوضاً على الجرابات المهترئه التي ترتديها؟؟
نظر أبو شفيق لها وقال: أريد أمرا واحد أن اعرف من أين لكي العشرة قروش كل يوم؟
وبدأت ام شفيق وأولادها يحسبون ويحذفون بعد الأمور حتى حددوا المشتريات التي تكفي للعشرة دنانير.
لم يستطع كل من شفيق وشفيقه  النوم فقضى كل منهما الليله وهم يتخيلون طعم الكفته والتفاح ونوعيه الأغراض التي سيشترونها.
وجاء اليوم الموعود وخرجت أم شفيق لتستلم الجمعيه من الصباح الباكر.
جلس شفيق وشفيقه ينتظرون أمهم بفارغ الصير ويحاولون أن يضيعوا الوقت باللعب وتخيل الأشياء وترتيب البيت، وأبو شفيق جالس في زاوية البيت ويكلم نفسه ويقول: ترى من أين لها بالعشرة قروش كل يوم ؟؟ّ!!
لمح شفيق والدته من شبه النافذه التي في منزلهم وبدأ يصرخ عادت أمي  عادت أمي ..
دخلت أم شفيق والاحباط والحزن يبدو جلياً على وجهها واتجه اليها شفيق وشفيقه وسألوها: ضحكوا عليكي ولم يعطوكي الجمعيه؟؟ هزت راسها بالنفي ... لم تجدي المرأة بالبيت؟ هزت ايضا بالنفي.. اذا ما الذي حدث أخبرينا؟؟؟
-         لقد سرقت ، بعد ان  خرجت من  عند المرأه كنت امشي وهناك شاب صغير يمشي بجانبي طول الوقت لم انتبه له حتى اقترب مني وسرق  الحقيبه وهرب!!!
ساد الصمت بينهم من شدة الحزن ولم يستطعوا أن يقولوا شيئا حتى قطع هذا الصمت صوت أبو شفيق الذي ما زال جالس في الزاوية ويكلم نفسه وقال: اها الان عرفت كيف كان النصف دينار (المصروف اليومي ) ينتهي بسرعه!!!!

الحب فنون




أحبها بجنون منذ اللحظة الاولى التي راها فيها... قصة عشقهما اصبحت كقصص الحب التي تناقلها الناس عبر التاريخ... لكنها قصة بتفاصيل عصرية... هو لا يتخيل حياته بدونها... تعب كتيراً لكي تشعر بحبه وتبادله الحب بحب مماثل... عندما اخبرته للمره الاولى انها احبته.. احس انه ملك الدنيا وما فيها... ففرحته يومها لم تضاهيها فرحة... رسما سوياً تفاصيل حياتهما المستقبلية... تخيلا ليلة زفافهما...الاغاني التي سيرقصون عليها... جميع التفاصيل الدقيقة..
حتى منزلهما تخيلوه كاملاً.. عدد الغرف ... ألوان الاثاث.. ترتيب المنزل بكل تفاصيله ... حتى انهم اختاروا اسماء اولادهم ... والتخصصات الجامعية التي سيختارونها عندما يكبرون...
كان دوماً ينظر لعينيها ويخبرها كم ينتظر اليوم الذي يجمعه بها بيت واحد... وعدها انه لن يدع اي عائق يقف امام حبهما .... فهو لا يتخيل نفسه مع غيرها.. وانه ينتظر بفارغ الصبر ان يبدأ حياته العملية.. لكي يصبح حلمهما حقيقة وواقع...
الا ان جاء هذا اليوم ... اليوم الذي اصبح اخيراً باستطاعته ان يبدأ حياته معها.. ذهب اليها بلهفة كبيرة واخبرها ان تنتظر يوم الخميس القادم زيارة والدته لكي تتعرف عليها ولتبدأ اول خطوة بتتويج قصة حبهما...
ومرت ايام الاسبوع عليه ببطء فهو لا يطيق الانتظار .... خصوصهاً بامر يتعلق بها..... ثم جاء يوم الخميس ... وذهبت والدته الى الزياره لوحدها لكي تتعرف عليهم ....  انتظر والدته وهو يتخيل ما الخطوات القادمه ... حتى انه قام بمكالمة اصدقاءهم المشتركين لدعوتهم للخطبة... استقبل والدته  عند عودتها والشوق بعينيه... سالها هل اعجبتها؟؟ وعلى ماذا اتفقوا؟؟؟
نظرت له والدته ... ثم اخبرته انها لا بأس بها لطيفه!!.... لكن منذ فترة سكنت مقابلهم عائلة راقية ومحترمة جداً ... لديهم فتاة تتمتع بجمال لا يوصف ... ومسكت يده واتجهت به نحو النافذه... وقالت له ..."انه موعد عودتها من الجامعه ... انتظر لتشاهدها... انا متاكده انها  ستعجبك"
واشارت  له باتجاه فتاة ... تقود سياره فارهه.. وقالت له.. " هاهي...انظر كم هي جميلة... انظر ما اروعها.... ووالدها له منصب كبير في البلد"
نظر الى والدته وصمت قليلا وامسك يدها وقال " امي تعلمين كم احبك!! وتعلمين كم يهمني رضاكي!! لذا اتكلي على الله واخطبيها لي!!! 

اللي استحوا ماتوا!!



في الفترة الأخيرة كانت القنوات الاخبارية والبرامج الحوارية محط اهتمامي لكني أخيرا قررت الخروج عن هذا الروتين اليومي الذي فرضته علينا الأحداث الأخيره  وعاودت ممارسة احدى هواياتي السابقة وهي التقليب بين المحطات واكتشاف قنوات جديده فأمسكت " الريموت كنترول " وبدات رحلة استكشاف القنوات الفضائية حتى استوقفتني قناة جعلتني "أتنح" بالشاشه مدة دقيقه دون ان ترمش عيني فالصدمة التي اصابتني بسببها أكبر من صدمة امرأه بخيانه زوجها لها.
قناة "انا بانتظارك" تكتب على الشريط بهذه الطريقة "Ana Bintizark" على قمر النايلسات، تعرض القناة صور فتيات يمسكن بالهاتف طوال الوقت مع عرض أرقام لجميع الدول العربيه ووجود جملة " خط خاص للمتحدثين بالعربي" بمنتصف الشاشه حاولت ان لا أدع " النية السيئة" تسيطر على تفكيري ، وقررت أن أقطع "الشك باليقين"  وأي يقين!! أقوى من صوت فتاة تردد مجموعة من الشعارات الخاصة بالقناه مثل :
" أهلا وسهلا فيكم معنا بمحطة السعاده والمتعه"
" معنا بتلاقي احلى واجمل صبايا مثيرات"
" لا تبقى بعيد وحيد احنا بانتظارك لنخلي حياتك ووقتك أمتع"
 " احنا معك والك بكل وقت الصبح والمسا 24 ساعه وسبع ايام بالاسبوع ووقت ما بدك بتلاقينا"  والمزيد من الشعارات التي لم تدع مجالا للشك!!
هل وصل الاستخفاف بالمشاهد العربي، والتقليل من احترامه الى هذا الحد؟ صحيح اني لست على اطلاع بقوانين البث على قمر النايلسات لكني كأي مشاهد عربي مقتنع ان يكون قمر كالنايلسات جمهوره المستهدف المشاهدين العرب قد فرض شروط  على أصحاب القنوات تنص على احترام المشاهد العربي واحترام الأعراف والتقاليد،واحترام الاحترام على الأقل، في أسوأ الأحوال لو كان لأي قناة اهداف خفيه غير اخلاقية يجب عليها لا تعلنها " عيني عينك" !!
والغريب بالأمر ان النايلسات منذ بضع أشهر قام بإغلاق قنوات عديدة ذات طابع ديني " بغض النظر عن كونها سنيه أو شيعيه" بدعوى انها اخلت ببند أو أكثر من بنود عقد النايلسات! فما نوع المكيال الذي يستخدمة قمر النايلسات في التعامل مع هذه القنوات، وماهي البنود التي أخلت بها القنوات الدينية ولم تخل بها قناة " انا بانتظارك" .
ولأنني ما زلت متأثرة بالأحداث الأخيرة، قررت ان أقوم بثورة إعلامية أصلاحيه فضائيه من شعارها " المشاهد يريد اسقاط القناة" "المشاهد يطالب باحترامه " ونقول لقناة "انا بانتظارك" ولقمر النايلسات صحيح " اللي استحوا ماتوا"

دعوة للحب



دوماً تعايره ببروده وجموده.... تطلب منه ان يشعرها بحبه، ان يكون رومانسياً ... فهي حتى بعد انجابها أربعه اولاد ما زالت انثى ... تحب ان تشعر دوماً بالدفئ والحب...هو دوماً يخبرها ان المشاعر داخل القلب...  وان امور الحياه لا تتيح له الفرصه بالتفكير بصغائر الامور... تغضبها ردوده فهي تكره انه يعتبر الحب من صغائر الامور... حتى انها لاحظت انه لا يذكر كلمة حب على لسانه كانه يهابها... فهو يشير للحب بكلمات مختلفة... كالمشاعر... والاحاسيس...
وفي أحد الأيام قضوا ثلاثة ساعات من النقاش المتواصل فقط لتقنعه بنطق الكلمه كانت تصرخ وتقول: فقط قل احبك الموضوع ابسط مما تتصور... وكلما يزيد اصرارها بسماع الكلمه...كان يزيد عناده ويثور اكثر... وبدا كلماته المعهوده "الاحاسيس لا تعبر بالكلمات فقط... يجب ان تراعي اني اعمل طوال النهار لكي أوفر لك وللأطفال كل ما تحتاجونه!!
وفي نهاية النقاش ابتسمت وقالت "يا الهي يا زوجي العزيز ...  لقد أضعت ثلاث ساعات وانت تتكلم وذلك حتى لا تقول كلمة احبك!!!"
كان هذا نقاش مستمر بشكل شبه يومي... وفي احد الايام خرجوا للتبضع للبيت من احد المجمعات التجارية.. وكانوا قبل خروجهم قد دخلوا بنفس النقاش اللامنتهي... حتى وهم داخل المجمع... لم تتردد بفتح الموضوع... وهي تشير لكل اثنين ... انظر كيف يمشي بقربها... كيف يتهامسون... وانت تبعد عني بخطوات كاني اعاني مرض معدي... يا عزيزي لا تقل لي احبك لكن على الاقل ابقى بقربي... عاملني كزوجه لا كعدوة... الحب لا يقلل من شأنك كرجل... انا لم اطلب منك ان تمسك مكبر الصوت وان تقول لي احبك امام كل زوار المجمع...
ومع كل دقيقه تمر كان اصرارها يزيد اكثر واكثر... فقد عاهدت نفسها يومها ان لا يمر هذا اليوم حتى يقولها... ولذلك كان اصرارها يومها كبير..وفجاة التفتت حولها ولم تجد زوجها... حتى سمعت صوته يتردد في ارجاء المول وهو يقول:" زوجتي هل تسمعيني؟؟؟" قالت في نفسها " يا الهي كنت امزح... هل سيعبر عن حبه لي كم قلت له " ثم وقفت بكل شموخ وهي تشير للجميع "انا... زوجته" وعم الهدوء قليلا بالمول وكأن الجميع ينتظر هذه اللحظة..
"هل تمسعيني يا زوجتي العزيزة... اريد ان اخبرك  شيئاً امام الجميع.. زوجتي العزيزه انتي طالق!!!!
صمتت لبرهه... ثم ابتسمت وقالت" عجيب امرك ايها الرجل ...كلمة طالق لديك اسهل من كلمة أحبك"

رساله الى أسير



عادت سلمى من مدرستها رمت بحقيبتها على الباب واتجهت نحو والدتها وقالت:

-         امي اليوم هو يوم الاسير؟ كيف نسينا هذا؟! كيف ننسى هذا اليوم وكل العالم يتذكره، امي اتعلمي ان في هذا اليوم من كل عام يتضامن معنا العالم بأسره، تخيلي يا امي العالم بأسره يتكلم عن الاسرى ويتضامن معهم . لقد اخذت اليوم مس مريم اسماء كل بنات الاسرى وطلبت منا ان نكتب كل واحده رساله الى والدها وستحاول هي ايصالها لهم. لا ادري يا امي ماذا اكتب لابي هذا العام فهذه رسالتي الثالثه له. اعتقد يا امي انه سيلاحظ اني كبرت من خطي واسلوبي وسيفخر بي بالتاكيد ، ساخبره اني اصبحت اطول عن العام الماضي وأنك بدأتي تنفلين لي شعري في المناسبات. أو قد يغضبه هذا فأنتي في احدى المرات أخبرتيني أن أبي لا يحب أن تنفل الفتيات الصغيرات شعرهن. لا لا لن يغضب فأنا كبرت الان وأصبحت بالصف الثالث. وسأخبره أيضاً أني كنت الثالثه في الصف الثاني مع أني اعلم أنه سيحزن وقد يغضب مني لكني سأذكر له الاسباب. سأخبره بما حدث وكيف كسرت يدي ومرضت عندما كنا نهرب من اليهود في إحدى المرات. لكن أبي أسير بطل قد يغضبه اني هربت من اليهود ولم ارميهم بالحجاره.
لا اعتقد انه سيغضب فأنتي قلتي لي يوماً أن أبي يخاف علي كثيراً ولا ويريد لي أن أتعرض لأي مكروه. صحيح ولن أنسى أن اخبره عن ما حدث لجارنا أبو فلاح وكيف وقع على الأرض وهو يركض خلف حماره الذي هرب منه ، ستضحكه هذه القصه بالتأكيد فكما علمت منك أنه كان دائم الضحك على مواقف أبو فلاح. ولن أنسى ان أقول له أني ألقي بعد القصائد من تأليفي في إذاعه المدرسه أتخيل وجهه كيف سيكون سيفخر بي بكل تأكيد. وسأقول له ان العالم كله يتذكره بيوم الأسير وساخبره بما حدث بمصر وما يحدث الأن في اليمن وليبيا وسوريا أكيد هذه الاخبار ستفرحهه وستجعله يطمئن بأن المستقبل يحمل الأمل فما حدث في الوطن العربي دليل خير هكذا يقول الجميع. ولن أنسى أن أخبره كم أحبه وكم اتمنى ان أراه واقعاً امامي وليس مجرد صورة وكم أتوق لأن يضمني بين ذراعيه وان يروي لي قصصه البطولية وامشي معه بين الناس لأقول لهم هذا أبي البطل الذي حارب اليهود وأسروه وانا لم أرى النور بعد. آه صحيح لقد نسيت سأذهب لأتصور صورة جديده لكي أرسلها مع الرساله ليرى ابي كم كبرت ... الى اللقاء أمي

ابتسمت ام سلمى لابنتها وودعتها ثم اتجهت نحو الهاتف
-         مرحبا مريم، ارجوكي لا تنسي إذا فشلت المحاوله كالعاده أخبري سلمى أنها الوحيده التي استلموا رسالتها واحضري الرساله لي لأحتفظ بها مع رفيقاتها في الصندوق لعله يأتي اليوم الذي يقرأ به أبو سلمى رسائلها ....

الزوج المثالي




اليوم هو عيد زواجنا، يا الهي منذ اربع سنوات منذ انجبنا لم نجلس سوياً ولم نتحدث ابداً مع اننا في نفس المنزل ولكني اشعر اني نسيت ملامحه كم اهملته ولم يشتكي يوماً او يتذمر كم هو زوج مثالي، حتى انني لا اعلم ان ما زال في نفس العمل او لا فنحن من كثر المشاغل نسينا انفسنا ونسينا بعضنا.
وفي جلسه التذكير التي ابتدعناه بدا لي هناك شي مختلف به نظرت اليه وقلت: ما الذي تغير فيك يا الهي انه شاربك... منذ متى وانت تحلقه ؟!!!
ضحك وقال لي: منذ سنتان الان فقط لاحظتي؟!!
- اعذرني حبيبي فالمشاغل سلبتني عقلي !! يا الهي كم انا زوجه سيئه!! وكم انت زوج مثالي..ولكن ما هذا الذي على وجهك ؟؟؟!!
- انها ضربه حدثت لي بسبب مشكله منذ سنه ولكن اثرها لم يذهب .. لا تقلقي
- يا الهي واين كنت انا كيف لم الحظ هذا الجرح من قبل؟!! وانك وقعت بمشكله بهذا الحجم ..
- لا تقلقي حبيبتي لم اشأ ان ازعجك فأنا اعرف كم تعانين من العمل والاطفال ولا اريد ان اقلقك
- لا اعلم ماذا اقول بصراحه بدات اكره نفسي ... كنت اشعر اني زوجه وام جيده ...يا الهي كم انا سيئه !! وكم انت زوج مثالي...هل تأخرت كثيرا ليلتها وكيف لم اشعر بك عند عودتك؟؟!!
- طبيعي ان لا تشعري فانا لم اعد اصلا ليلتها الى البيت!! فبعد نقلي للمستشفى ومعالجه الجرح حولوني للمخفر بت ليلتها هناك... ولم ارغب ان ازعجك... لا تقلقي.
- ماذا تقول؟؟؟ هل بت ليله خارج البيت دون ان اشعر؟؟ يا الهي كم انت مثالي كيف استحملتني ولم تعترض؟؟!! كم انا سيئه !! كم اشعر بالاسف على حالك سامحني !! ساحاول تعويضك.
- لا تقلقي حبيبتي المهم راحتك.
- كم انت رائع ... لا اتوقع ان هناك رجلا بروعتك ... كم انا محظوظه بك ... لكن لماذا غيرت دبلتك ؟؟ حسب ما اذكر هذه ليست دبله زواجنا؟؟!!
- حبيتي لا تقلقي نفسك ... انا لا اريد ازعاجك...
- ما الامر حبيبي هل اضعت الدبله لو اخبرتني لاهديتك اجمل منها؟؟
- لا حبيبتي لم اضعها ... لكن تلك المشكله التي سجنت لاجلها وتسببت بجرح بوجهي .. كانت لاجل فتاه.. ولاجل ان اخرج من المخفر ... كان لا بد ان اعقد قراني عليها واتزوجها لكني لم اشأ ان ازعجك!! لا تقلقي ابداً .. اذهبي نامي وارتاحي ولا تقلقي!!!

انتصار الفقراء



دخل شفيق منزله المكون من غرفه نوم واحده يجلسون وينامون بها ومطبخ صغير لا يتسع لاكتر من شخص وحمام حيطانه عفنه ومهترئه، كان والده الذي يعمل بالامانه كعامل نظافه يجلس في زاوية المنزل تلك الزاويه التي اتخذها مقراً يوميا له يرتاح بها ووالدته تجلس بالركن الاخر تخيط قميص شفيق  الوحيد فهو لايملك الا قميص وبلوزه وبنطلون وفي الشتاء يرتدي فوقهم جاكيت كان والده اشتراه له من الباله بديناران ونصف، اما اخته شفيقه الاكبر منه سناً فكانت تنظر لوالدتها لتتعلم منها فن التطريز او بالاحرى الترقيع .
وبعدما اغلق شفيق خلفه الباب اتجه لوالده ونظر اليهم جميعا ثم قال " أتعلمون اين كنت وماذا حدث معي؟  اليوم دعاني احد اصدقائي ليعرفني على قريب له يقول انه غني جدا جدا، وكان الفضول يقتلني لاعرف كيف يبدو هؤلاء الاغنياء فلبيت الدعوه، والتقيت بقريبه الثري وبدأ يتباهى امامنا واعتقد انه اراد ان يتسلى بنا" نظر اليه والده وقال له: ماذا تقصد بيتسلى بكم؟؟
اجاب شفيق وابتسامه سخريه ترتسم على وجهه: لقد قال لنا ان هناك ورقه نقديه فئه خمسون دينار!! لكني اضعت عليه فرصته بان يتسلى بنا واخبرته انه اكبر فئه هي فئه العشرين دينار !! والغريب ان صديقي كان يقف الى جانبه ويقول انه راها بام عينيه لكني يا ابي لم ادع لهم هذه الفرص فليس كوني فقير يعطيهم الحق بان يسخروا مني ، ابي الست على حق لا يوجد ورقه نقديه فئه خمسين؟ نظر والده اليه وقال: لا يا بني تأكد لا يوجد ان اكبر فئه هي العشرين التي شاهدناها سوياً عند صاحب السوبرماركت .
ارحتني يا ابي فقد ساورني الشك للحظه من كثر اصرارهم فقد قال انه سيريني ايها في المره القادمه لكني لم اصدقه وكنت مصرا اكثر منه على رأيي.
قال الوالد" لا يا بني لا تقابله مره اخرى واقطع علاقتك بصديقك الذي جمعكم سوياً نحن يا ابي لا نحب من يستخف بنا"
نعم يا ابي نحن لا نحب من يستخف بنا حتى لو كنا فقراء لكننا نعلم كل شيء كل شيء ، احبك ابي سأذهب الان لرؤية ابن الجيران ساعود على العشاء، عدس اليس كذلك؟؟ اجابته والدته: نعم يا بني عدس !
قال شفيق وهو يبتسم انا احبه ساعود مساءا الى اللقاء.
نظرت شفيقه لوالدها ثم قالت: لكن يا ابي انت تعلم ان هناك ورقه فئه الخمسون دينار؟ لماذا لم تخبره؟
ابتسم الاب وقال: اعلم يا بنيتي لكن لم استطع ان اخرب عليه نشوه انتصاره حتى لو كانت وهميه؟ اردت فقط تاخير عمليه الانكسار التي سيشعر بها طاول حياته ، مازال مشواره طويلا مع الهم وقسوة الحياه فأردت ان اريحه ولو ليوم منها عله يسامحني على هذه الحياه في المستقبل.
نظرت ام شفيق باتجاههم وعلامات الاستغراب والدهشه على وجهها وسالت: فعلا يوجد ورقه نقديه فئه الخمسون دينار؟!!!

حمار مع مرتبة الشرف



في يوم ولادتي سمعت الدكتور الذي اشرف على ولادتي يقول للممرضه: وهاي زادوا الحمير حمار... وهاد بالذات حمار مع مرتبة الشرف...
كانت اول جمله اسمعها بحياتي لكن لم تكن الاخيره ابداً فعندما اصبح عمري سنه سمعت ابي يقول لامي: ابنك الحمار متى راح يعرف يمشي... والله وعرفتي تخلفي "حمار مع مرتبة الشرف"... كبرت وبدات أفهم ما يدور حولي... اتعبتني كلمه حمار .. واردت ان اثبت لكل من حولي عكس ذلك.
وفي اول يوم لي في المدرسه دراسيه ... بدأ المدير يصرخ... "يلا يا حمار منك اله كل واحد على صفه"... قررت ان اعترض ان اتكلم: بس انا مش حمار!!!
وبترد بوجهي صحيح انك "حمار مع مرتبة الشرف" .!!
بدات افكر بالكتابه ... كتبت قصه قصيره.. فرحت بنفسي ذهبت راكضاً لافرح ابي... نظر الي وضحك قائلاً: حمار وبدك تكتب ولك بلا حكي فاضي انتبه لدراستك... وقام بتمزيق القصه.
لم احاول الكتابه مره اخرى... اكملت سنوات دراستي دون ان احاول ان افعل شيئاً... قد ايقنت بداخلي اني "حمار" ولن استطيع انجاز اي شيء.
تخرجت من الجامعه وقررت ان اغير هذا المنطق.. ان انجح .. ان اثبت اني مبدع ولست "حماراً" وبدات اعمل باجتهاد... اعمل مثل الحمير لاثبت اني لست حماراً!!!
وفي يوم من الايام جاء زميلي بالعمل يحمل ظرف... وقال لي: خد استلم هاي شهاده تقدير من المدير العام على مجهودك واعمالك ... انبسط يا عم.
وكان الجميع من حوله مسرورين جداً ... لم اكن اعلم انهم يحبوني لهذه الدرجه... فتحت الظرف وقد كتب بالشهاده.. "تقديرا لكفائتك ... وعملك المتواصل,,, نتشرف باهدائك شهاده "حمار مع مرتبة الشرف" وبدأ كل من حولي بالضحك... معتقدين انها دعابه رائعه.
لم اتحمل هذا الوضع... خرجت راكضاً وانا اصرخ باعلى صوت" ارحموني ... انا مش حمار.. انا مش حمار" بداوا الناس من حولي يصرخون " ولك يا حمار انتبه الشارع ... السيارات الطريق...
"انا مش حمـ.... " وكانت اخر كلمه اسمعها " له له شوف الحمار كيف ركض بنص الشارع عاش ومات حمار ... صحيح انه "حمار مع مرتبة الشرف"
                                             

حب حياتها



هاتفتني صديقتي واللهفه واضحه بصوتها قائله" اخيرا وجدت حب حياتي منذ شهران وانا اعيش اجمل قصه حب ارجوكي احضري لزيارتي لاطلعك على التفاصيل"... لم احتمل الانتظار الى الغد فاسرعت لزيارتها.. فانا تستهويني هذه القصص...
استقبلتني وعيناها تلمعان ... فالحب لا يخفي لمعانه في العيون مهما حاولنا اخفاءه... دعتني للصعود الى غرفتها وبدات تروي لي تفاصيل حبها... ولشده فرحتها خيل لي انه في اي لحظه سيظهر لها جناحان وتطير... قالت " منذ شهران انتقل في البيت المقابل  جيران جدد... ومنذ ثاني يوم لانتقالهم ... كل يوم بوقت الغروب لا يفارق النافذه المقابله لنافذه غرفتي... يلوح لي ...لا اعرف لم تعلقت به لهذه الدرجه بت اعشق نافذتي... غرفتي اصبحت قصراً ... لا احلم بالخروج منه"
-         سالتها " هل تحدثتما هل شاهدته عن قرب"  
-          "انا احفظ ملامحه ... لا تتصوري كم هو جميل ورقيق... عيناها لا توصفان ".... "عيناه!! وكيف استطعتي يا صديقتي رؤيه عيناه من خلف النافذه"....انت لا تعرفين الحب تستطعين ان تري من تحبيه ولو كان في اخر الدنيا احيانا اراه وهو يدخل المنزل بعد عودته من عمله... اتصدقين انه لا يمل ... يومياً يجلس ليراقبني ويشير لي من خلف النافذه....."  
-         اذن ماذا بعد؟؟ ... مر شهران ماذا تنوين الان؟؟؟.
لا اعلم ولا ادري كيف اكلمه حاولت ان انتظره مره قبل عودته لكني لم اتمكن لا اعلم كيف لي ان اتواصل معه... لكني يوميا اسلم على شقيقته ما رايك هل ادعيها لاتعرف عليها .. واحاول ان اعرف عنه بعض المعلومات..؟
-         " نعم اوافقك الراي ادعيها غدا. وساتي انا ايضا"..
لم اتمكن ليلتها من النوم فقصتها عجيبه بعض الشئ... فكم جميل هذا الحب الذي يغلى على نار هادئه... وكم جميل ان يلتقيا عن قرب... وليس من خلف زجاج النافذه..
وجاء الغد محمل بالتفاؤل والحب ... وذهبت لصديقتي ... استقبلتني بنفس اللمعه بعينيها وقالت لي " ستاتي بعد قليل هيا لنصعد" ... وجاءت الفتاه وبدانا بالتعارف والتحدث ... ولاني شعرت بحرج صديقتي بدأت انا بسؤالها " مع من تسكنين في البيت؟ ... اقصد كم لك من الاخوة والاخوات"
-         نحن ابنتان فقط ... لي اخت واحده...
-         لكن !! هناك رجل معكم اليس كذلك؟؟؟!!
-         نعم انه ابي ؟؟؟ ....
لم تتحمل صديقتي وقالت ... لا لا ليس رجل كبير ... بل شاب صغير... ابتسمت الفتاه وقالت " لا يوجد شباب عندنا!!... اشارت صديقتي للنافذه وهي تقول... شاب دوماً يقف هناك عند غروب الشمس!!!... "
لكن هذه غرفتي " اجابت الفتاه...لم يخطر ببالي لحظتها سوى والدها... لكن صديقتي العاشقه قالت انه شاب.. يبدو ان العشق اعمى كما يقولون... وبعد لحظه صمت .. صرخت صديقتي ... ها هو انظري... نظرت الفتاه وباستغراب رفعت الهاتف واتصلت باختها ..
اين يجلس والدك الان؟... اه اذن اصعدي الى غرفتي وتفقديها ولا داعي لان تغلقي الستاره قبل ان تشعلي الضوء.... ثم اتجهت نحونا وقالت " ابي يجلس في مكتبه" .... التفتنا ثلاثتنا نراقب النافذه وما ان اشعل نور الغرفه ... صرخنا ثلاثتنا " الشماعه ... شماعه الثياب" ... الان فهمت قالت الفتاه نحن يومياً ننير الممر الذي بين الغرف يبدو انه جعل للشماعه خيال كخيال الرجل... وانا لا انير غرفتي قبل ان اغلق الستاره... لان خطيبي يزورني احيانا بعد عمله ويكره ان يرى ستار غرفتي مفتوح ..!!! ... فابتسمت وقلت " يبدو ان لشماعتك يدان تلوحان!!!

بدون شك


كان دوماً يعجبني رغم انه خطيب صديقتي، كنت اجد به فارس احلامي، لكني اسعى ليبقى الاعجاب هذا ضمن حدود الاعجاب فقط، كنت دوماً طرفاً ثالثاً في هذه العلاقه، حتى جاءتني يوماً صديقتي لتخبرني انها دون ان تعرف بدأت تشعر بالاعجاب تجاه زميل لها بالعمل، جن جنوني فكيف لها ان تفكر بغيره، وهل يمكن لمثله ان يقارن بغيره، غضبت ... صرخت.. حتى اني شتمتها، ولكنها كانت قد حسمت امرها فشعورها حسب رايها ليس ملكها وان تتركه الان وتذهب لحبها الجديد افضل بكثير من ان تبقيه تحت الوهم,
وبالفعل كان ما ارادت، لم اتحمل انا خيانتها فكيف هو، لم استطع ان اتركه وقفت الى جانبه دعمته وبقيت اسانده واشعره بان الحياه لم تنتهي، وان من خسر فعلياً هو وليست هي.... ودون مقدمات ودون شعور، بدأ يتعلق بي واحببت هذا التعلق لكن كان دوماً بداخلي خوف من ان يكون حبه ليس الا رده فعل ولكي يطمئن قلبي كنت اساله كلما ساورني الشك " تحبني؟ " فيجيب " بدون شك"...!!!
وفي يوم لا انساه صارحني برغبته في خطبته لي، لم استوعب الخبر، ففرحتي لا تضاهيها فرحه فهذا الحلم الذي لم اكن أتجرأ ان احلمه، سالته ولهفتي في عيني "متاكد من رغبتك هذه؟؟!!" اجابني بتلك الابتسامه التي طالما احببتها " بدون شك"...
وتمت الامور كما اردنا واقترب موعد الخطبه ولكن كان هناك ما يقلقني فانا مضطره ان اعزم صديقتي ولكن خوفي الدائم يمنعني... ومحاولة مني بقتل هذا الخوف سالته باصرار اتحبني حقاً اجابني " بدون شك حبيبتي... انا لا اعلم لم تشكين دوماً بحبي؟؟ صديقني انتي حبي الوحيد!!!
وجاء يوم الخطوبه وكان يوم لا يوجد اجمل منه كانت خطبه مميزه... حتى عندما جاءت "هي" لم اشعر انه تغير على النقيض تماماً... شعرت بحبه اكثر... في كل لحظه كانت هي تنظر الينا... كان هو لا يراها... بل لا يرى غيري... حتى اني لم اشعر قبلاً بحبه كما شعرته اليوم وامامها... لا اعلم حقاً ان كان وجودها هو السبب.. لعله هو نفسه تاكد من حبه لي في هذا اليوم... كان يوماً مثالي.. احببته اكثر بهذا اليوم.. حتى اني احببتها لكثره الحب الذي شعرته بوجودها...
وغادر جميع المدعوين وبقينا لوحدنا فقط.. انا وهو والحب يتوجنا .. صارحته لحظتها بالخوف الذي شعرته قبل هذا اليوم... وكيف اني كنت اشك بحبه لي .. وكم كنت خائفه من نتيجه ان يراها في هذا اليوم تحديداً... نظر الي بعينيه اللتين طالما احببتهما.. وبابتسامته التي طالما سحرتني وقال بنظره حب لم ارها قبلاً ... "سهام لا تشكي ابدا بحبي لك فانا أحبك .. احبك ولم ولن احبك غيرك يا جميلتي سهام"...
نظرت اليه وقلت: هذه المره الاولى التي تقول كلمه احبك بها... فدوما انا التي اسال وتجيب.. لكن يا عزيزي .. انا لست سهام... هي سهام!!!!!!!
         

استفسار تحت حفظ الله.



في الفترة الاخيره شهد الوطن العربي  مجموعه من الثورات والتغييرات الكبيره، وطبعا باعتبار الاردن " حفظه الله " جزء من الوطن العربي كان من الطبيعي ان يتأثر بهذه الاحداث بشكل مباشر، واكيد الكل منا عاش وعايش احداث 24 اذار عند دوار الداخليه حتى لو من بعيد، انا لن اتطرق لهذه الاحداث وموضوع اعتبار المعتصمين "حفظهم الله" متمردين والجهه الاخرى مواليه ، ولن اتطرق لموضوع  العنف الذي شهدته هذه الاحداث ولا التقسيم العنصري الذي قسم الاشخاص على اعتبار ان من في الداخليه يرمزون لفئه معينه ومن في الحدائق يرمزون لفئه اخرى وكأننا قسمنا الاردن لدولتين، وأبدا لن اخوض في موضوع عدم تدخل الدرك " حفظهم الله" لحمايه المعتدى عليهم  ايا كانوا بل اتخذوا موقف المتفرج للاحداث المترقب لما ستؤول عليه، ولن استنكر وادين ابدا اعتقال بعض هؤلاء الشباب " حفظهم الله"  الذين طالبوا بالاصلاح ومحاربه الفساد وبعض المطالب المشروعه ليس الا، ولا يعنيني في هذا المقال ابدا ان اعبر عن غضبي ممن احتفلوا في الدوار واعلنوا انتصارهم الكبير! حتى انني شككت اننا حررنا كل الدول العربيه من اي استعمار - لن اقول القدس  " حفظها الله " حتى لا اتهم بالعنصريه - كل هذه الامور تكلم عنها الكثير وناقشوها وقرانا العديد العديد من ما كتب بخصوصها.
الذي يعنيني في هذا المقال موضوع اخر، اثاره مشهد مسيره ولاء شاهدتها  اليوم بام عيني  مرت من شارع الاستقلال اثارت بداخلي رغبه الولاء ولكن بطريقه اخرى ،حيث بدات افكر هل من الممكن ان اطلب من مديري " حفظه الله"  في العمل الذي اعمل لديه مقابل راتب شهري ان يقدم ولائه لي "حفظني الله" ؟ ان ياتي كل يوم ليذكرني "حفظني الله" انه يعتبرني رمزا مهما في العمل وانه يشعر "حفظه الله"  بالامان لكوني اعمل لديه؟ الا يكفيني ان افكر ان مجرد بقائي معه هو اعتراف منه غير معلن ولا بحاجه للاعلان بانه يشعر بالولاء لي " حفظني الله" ! رغم انه ليس من نفس المنطقه الجغرافيه التي انتمي لها لكن ما المهم؟!! ما دام كل منا يقوم بواجبه على اكمل وجه مقابل ان يأخذ حقه؟ ومن حقه كمدير يدفع لي راتب مقابل عملي  لو لاحظ تقصير مني يوما ان يلفت نظري وماهذا الا دليل على انه متمسك بي ولا يريد لي وله الا الافضل " حفظني وحفظه الله" !!  
وبهذا "حفظني وحفظكم الله" اتوصل وانا مع نفسي وعلي الامان، ان اي مسؤول " حفظه الله " في الدولة مهما كان مسماه الوظيفي  هو يقبض ويستلم راتبه مني ومنكم "حفظني وحفظكم الله"   مقابل اداء عمله  ومن حقي وحقكم ان نكون على درايه ان كان هذا المسؤول "حفظه الله" يستحق راتبه او لا يستحقه؟؟ ومن واجبه ان يقوم بعمله  على اكمل وجه ومن حقي ان اوجه والفت نظره اذا لاحظت اي تقصير!!
والاجدر بهذا المسؤول  " حفظه الله " ايا كان مسماه الوظيفي اقولها وليحفظني الله، ان يقوم هو ومن يقبض راتبه من الدوله من اموال الضرائب الني يدفعها الشعب بمسيره ولاء للشعب " حفظه الله" ؟؟
فهل يمكن ان نشاهد يوما ... رئيس الوزراء وجميع الوزراء والنواب وكل مسؤول " حفظهم الله"  مهما كان مسماه الوظيفي  يقوم بمسيره ولاء للشعب ؟؟!! انا شخصيا على امل ان ارى هذه المسيرة بأم عيني "وليحفظنا ويحفظهم الله ".
                                      

إعلان تمرد

اذهب فلم تعد تعنيني، لا أريدك ولا أطيق حضورك، تعبت من غرورك وسئمت من إهمالك، صدقني لم تعد تهمني، فما عدت تلك الطفلة التي تبحث عمّن يرعاها، وجودك وعدم وجودك لا يغير شيئاً في حياتي، فانا الآن أقوى، أنا الآن أنثى كاملة حتى بدون إعلانك لهذا، نعم بإمكاني العيش بدونك.. فهواؤك ما عاد نقياً لينعشني، وتدفق حبك ما عاد قوياً بما يكفي ليجرفني.. لست ادري من تظن نفسك، ومن نصبك سلطاناً على قلبي، ومالكاً لحريتي؟، اذهب أيها الرجل فلست إحدى اسطواناتك المفضلة، تسمعها وقتما تريد وتقفلها عندما تمل، ولست إحدى رواياتك تقصها أمام رفاقك متفاخراً، اخرج الآن واحمل أوراقك معك، فلا وقت لدي لقراءتها أو حتى النظر إليها، سأكسر خلفك زجاجات عطرك، فرائحتك ما عادت تحملني فوق السحاب، وسأرمي كل ما يخصك فما عدت أطيق أي ذكرى منك، وها أنا أعلن التمرد عليك وعلى كل قيودك، وأضرب بعرض الحائط قوانينك الدكتاتورية، وأتوجني ملكة على نفسي، وأعلن انتهاء رواياتك الشرقية، فانا لا أريد البقاء كتابع لك، اخرج ماذا تنتظر؟ لا تنظر الي بهاتين العينين اللتين طالما أحببتهما، وأحببت نظراتهما الرائعة، وابعد عني تلك اليد التي أحسست دوماً بدفئها وروعتها، وأنها خلقت لتحميني وترعاني وتخفف عني وحدتي وقلقي، ولا تتفوه بأي كلمة، فما عادت كلماتك تسحرني أو ترسمني، زهرة على أوراق الحياة... وما عدت ذلك الفارس القادم على حصان ابيض والذي طالما حلمت به، ولا ذلك الرجل الذي طالما أحببته واشتقت إليه، ليجعلني بطلة قصة حياته والنجمة الأولى فيها.. لم اعد اعبأ بهمس الحاسدين الذين كانوا يشيرون إلى صفاتك الرائعة.. وقلبك الحنون.. وسحر شخصيتك، وروعة حضورك، ورجولتك التي تشعرني بأنوثتي، يا أجمل من عرفت، وأفضل ما حدث لي بحياتي... يا قاتلي ومعذبي... ما أجمل الموت على يديك... وما أروع العيش تحت جناحيك... فما أنا بدونك؟ وكيف لي أن أتمرد لولا جحودك؟... فهل يعقل أن يكون هناك ضحية بلا قاتل؟، أو ملكة بلا ملك؟ ولأن "القط يحب خنّاقه" أحبك أيها الرجل..

عزيزتي!!!

بدا لي مختلفاً عن كل يوم، هادئاً يتكلم بأعجوبة، قمت بتحضير القهوة لنحتسيها سوياً كما اعتدنا كل صباح، ابتسم وقال لي: مستعجل سأشربها بالمكتب سامحيني عزيزتي، لم يغضبني انه لم يشرب قهوة الصباح معي فهي ليست أول مره لكن ما أغضبني فعلاً كلمة (عزيزتي) وأين ذهبت حبيبتي… ألم اعد حبيبته؟ ما الذي تغير.. هل مل مني بهذه السرعة…. حاولت مواساة نفسي بأنه قد يكون هناك ما يزعجه في العمل أو حتى مني… ولكن أليس من الأولى أن يصارحني… لم أتعمد مضايقته يوماً… فهو يعلم كم يعني لي وكم أحببته وكم انتظرته..
سأصارحه واسأله ما باله عندما يعود، فهو بدأ بالتغير معي منذ شهر تقريباً… بدأت أحس انه يعاملني ببرود…. يا إلهي بالتأكيد أنا السبب…. فانا أزعجه باتصالاتي أثناء دوامه… وأتأخر بتحضير قهوة الصباح…. أو قد أكون بدأت بإهمال نفسي… فهو كما اخبرني فترة الخطوبة يحبني دوماً أنيقة ومُشِعَّة… لكني لم أهمل نفسي… لا لا بالتأكيد أنا السبب.. أنا أعلم كم يحبني وأنه لا يريد أن يضايقني… لهذا لم يخبرني بأنني أزعجه حتى لا يضايقني… كم هو حساس ورائع… وكم أنا مهملة ومتعبة له… عندما يعود سأغير كل شيء… سأطبخ له ما يحب وسأشعل الشموع وأرتدي أجمل ما عندي، نعم لا بد لي من تصويب الوضع… فأنا السبب وأنا المخطئة… حبيبي لا يخطئ وحبه لي كبير جداً… لا أنسى أبدا كلماته… "لا أتخيل حياتي بدونك… أنتي أجمل ما في حياتي، ولا يوجد في هذه الدنيا مثلك"، كم أنا غبية، ما الذي فعلته لحبيبي، لكني سأصوب كل شيء.
وجاء المساء والبيت يشع بالحب والرومانسية، بالتأكيد سيعجبه شكلي وسيعجبه البيت، كم أتشوق لعودته وردَّةِ فعله، وها هو الباب يدق، انه حبيبي على الباب…
ما هذا عزيزتي؟ كم يبدو المنزل جميلاً; ما باله أيعجبه المنزل فقط وأنا؟ ولماذا ما زلت عزيزته، قاطعَ تفكيري حين قال: عزيزتي أريد أن أخبرك أمرا منذ فترة ولكني لم استطع، بصراحة قابلت منذ شهر فتاة كنت أحبها في الماضي واعتقدت أني نسيتها، ولكن عندما قابلتها اكتشفت أني ما زلت أحبها فسامحيني… أنت طالق عزيزتي!!!!!!
هنا ضحكت ضحكة هستيرية… هو ظن أنني جننت من الصدمة… ولكن ما أضحكني فعلاً مدى غبائي حين أحسستُ بالذنب تجاه من اعتقدت انه حبيبي… فشكرا لك أيها الرجل فلم أكن اعلم فعلا أن مشاعرك كالجو تتغير في كل فصل… وهاهو فصل الشتاء حل علي مبكراً.


يا خائنة...


دخل إلى المنزل هائجاً ثائراً، والشرر يتطاير من عينيه، بدأ بضربي وهو يقول أيتها الخائنة أيتها الجبانة،...
- ما بالك ما الذي فعتله لك؟ اخبرني ما الذي حدث ما المشكلة لماذا تقوم بضربي؟
ازداد غضبه واستمر بضربي بقوة وأنا اصرخ واسأل: فقط اخبرني ماذا فعلت ثم اضرب كما يحلو لك؟!
لم يكن ضربه يوجعني بقدر الكلمات الجارحة التي خرجت من فمه ونظرات الاحتقار التي وجهها لي، وبعد أن تعب من شدة ضربه لي وقف أمامي وقفة المنتصر وأعلنها بكل قوة: أنتي طالق أيتها الخائنة... اذهبي إلى بيت اهلك يربوكي!!
خائنة! طالق! أهلي يربوني! ما باله ما الذي أزعجه؟؟! خرجت من بيتي مهانة وسط ذهول الجيران الذين سمعوا ما حدث وبدأوا بتحليل الأمور حسب أهوائهم، لدرجة أنني أحسست أنهم عرفوا السبب قبلي!!!
دخلت بيت أهلي ووجهي عليه آثار الضرب وبدأت الأسئلة، ماذا فعلت؟! ما الذي أزعجه؟!....
يا إلهي ما الذي فعلته أنا؟؟ هل لابد أن أكون أنا السبب؟ ولكني بالفعل لا اعرف السبب؟!!
شعرت بنظراتهم أنهم لم يصدقوني فكيف لي أن أطلَّق وأضرَبَ بهذه الوحشية وأنا لا اعرف السبب؟
جلست لوحدي وبدأت أفكر، ترى ما الذي فعلته لكي يغضب مني لهذه الدرجة، هل من الممكن أنه غضب لأنني أخبرته أنني ذهبت بنفسي لشراء الخضار؟
لكنه عندما علم بالأمر قال لي: لست مضطرة لإخباري فانا أثق بك، إذن ما المشكلة؟!!! ما الذي فعلته؟؟
ومرت علي ساعات عصيبة وأنا أفكر ما الذي فعلته؟ وأثناء تفكيري إذ بالباب يدق، إنه زوجي ما الذي يريده الآن؟ نعم سيخبرني ما الذي فعلته؟ جلست أمامه أنتظر الجواب، ابتسم وقال: أرجو أن تسامحيني حبيبتي، فصديقي أراد أن يمازحني فقال لي لقد شاهدت زوجتك مع رجل آخر في منتصف ليلة البارحة، ثم اخبرني الآن أنها ـمجرد مزحة!!!!
نزلت علي الكلمات كالصاعقة، كم تمنيت أن أكون أنا المخطئة، لدرجة أني تمنيت أن أكون خائنة ولا أهان لأجل مزحه.
 لم أتحمل فما عاد بمقدوري أن أتحمل، أيها الرجل الغبي الذي اتخذتك زوجاً لتحميني، أ لِمُجرد كلمة خرجت من فم عابث، تثور هذه الثورة، زوجتك التي عاشرتها سنين والتي لا بد أن تكون قد عرفتها جيدا تصدق عليها ما يُقال، والجيران من منهم سيصدق أنها مجرد مزحة!! لقد دَمّرتَ سُمعَتي بسبب مزحة!!
ثم ابتسمتُ وقلت له: يا من كنت زوجي، ألم نكن جالسين نشاهد التلفاز سوياً ليلة أمس في منتصف الليل!!!!


 
Design by Free Wordpress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة