نصائح لص .. لأبنه





في شرق الوطن جلس الأب يحدث ولده قائلا: يا بني لقد كانت مهنة  "اللص" في زماننا مربحه لقد كنت ادخل البيوت في وقت متأخر من الليل وأسرق ما تقع عليه عيناي من مال ومجوهرات وحتى بعض اثاث البيت او أنبوبة غاز.
كنت احتاج أن أقوم بالسرقة مره كل أسبوع أو حتى أسبوعين لكي أتمكن من الصرف عليكم والعيش بامان، وفي كل حاره يابني كان هناك "لص" والغريب أن جميع أفراد أي حاره يعرفون من هو لص الحاره .
 وامتازت مهنة "السرقه" قديما بالتخصص أي كل لص يتخصص بسرقة معينة مثلا هناك "لص" الغسيل او "لص" أنبوبات الغاز و"لص الصوبات" لكن مع تطور الزمن الان ووجود "الدشات" و" الانترنت" اصبح الناس لا ينامون ليلا وأصبح من الصعب علينا السرقه وحتى لو قمنا بسرقه اي بيت لن يكفي ما نقوم بسرقته لمصروف ساعه او ساعتين، لم تعد هذه المهنه مربحه أو مفيده، بل قد تقضي سنوات من عمرك خلف القضبان لسرقتك شيء لا يفيد، فأصبح الأمر لا يستحق العناء وأن تقضي وقتك خائفاً ومختفياً عن أعين الناس بسببه لقد انتهى يا بني زمننا وبدأ زمن اللصوص الكبار.
في غرب الوطن جلس الأب يحدث ولده قائلا: يا بني يقولون " إن عشقت فاعشق قمر .. وإن سرقت فاسرق جمل" وهذا ما طبقته طوال حياتي ولهذا أنا الآن بهذا المنصب والثراء، فكما لكل مهنى أصول وفنون واناس مميزون بها السرقه كذلك.
وقبل أن تسأل سأوضح لك الأمر تخيل يا بني أن "اللص" بكل الازمنه القديمة والحكايات المعروفه كان يخاف الناس ويختبئ منهم، اما "لصوص" هذا الزمان مثلي ومثل الكثيرين غيري هم من يستطيعون سرقة كل ما يريدونه بدون أن يحاسبهم أحد بل على العكس تجد لهم احترامهم وتقديرهم وتجد العديد من الناس يخافونهم ويلهثون خلفهم طلباً لرضاهم ومساعدتهم حتى قد تجد منهم الوزير والمدير والمسؤول.
يا بني لكي تكون لصاً كبيراً يجب عليك ان تجعل طموحك كبيراً وسرقاتك أكبر فاللصوص الصغار هم فقط من يسرقون منزل أو شخص أما اللصوص الكبار هم من يسرقون وطن وشعب.
                               

 
Design by Free Wordpress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة