اعترافات جائعه



" توته توته خلصت الحدوته" هل أعجبتك هذه القصه يا صغيري، نظر الصغير لأمه وابتسم قائلا: لكني ما زلت جائعاً يا أمي !!
لا تقلق يا صغيري لم يتبقى لحلول الفجر الكثير سأروي لك قصة أخرى وحاول أن تنام قليلاً وفي الصباح أعدك بأني سأجلب لك بعض الطعام، سأروي لك قصه الغلام الصغير الذي طالما نام دون طعام ولكنه عندما كبر أصبح أمير وكان يساعد جميع الفقراء ويشعر بهم لأنه وحده يعلم ما معنى الفقر وكيف يمكن ان ينام الشخص بلا طعام.
هز الصغير رأسه موافقاً على سماع القصه وبدأت الأم تروي القصه وقلبها يعتصر حزناً على صغيرها الذي لم يتبقى لها غيره بالحياه بعد وفاة زوجها دهساً على يد شاب متهور واضطرت الأم وقتها أن تتنازل عن القضيه مقابل مبلغ من المال لتعيش بها هي وطفلها، بالإضافة الى عملها "آذنه " في أحد المدارس براتب زهيد لا يكفي ليسدد ايجار المنزل ومصاريف أخرى.
كان كل ما يشغل تفكيرها في هذه الليله كيف ستتدبر أمر نقود الطعام بالغد، فهي الان بعطله صيفيه ولن تتمكن من أخذ سلفة على الراتب، ولم يتبقى أحد تستدين منه.
أشرقت الشمس أخيراً وحل الصباح، قبلت صغيرها ووعدته بأنها لن تعود دون طعام له، خرجت حائره تائهه لا تعلم اين تتجه؟ ذهبت لكل من يمكنها الاستدانه منهم لكنهم رفضوا بحجة أنها لم تسدد الديون السابقه.
بدا عليها التعب والاجهاد فهي أيضاً لم تذق الزاد منذ يومين، لكنها نسيت حتى شعور الجوع كيف يكون فشعور الحزن وحرقة القلب على صغيرها تخطى كل المشاعر .
نظرت حولها شاهدت عائله يخرجون من المطعم ويبدو انهم يحملون ما زاد من الطعام معهم يتجهون لسياره فارهه، قالت في نفسها لن يضيرهم شيئاً لو خطفت الطعام وهربت لن يلحقوا بي فيبدوا هذا الطعام زائد عن حاجتهم، اتجهت نحوهم خطفت كيس الطعام من يد الرجل وركضت، بدأ الرجل بالصراخ امسكوا الحرامي امسكوا الحرامي.
وبسبب جسمها هزيل و الجموع الغفيره التي ركضت خلفها تلبيه لهذا الرجل لم تستطع الاستمرار وتم الامساك بها ونقلها للمخفر.
وقفت أمام الظابط تبكي بحرقه وتتوسل قائله" أرجوكم سامحوني يجب أن أعود لصغيري" .
رغم أن قلب الضابط أشفق لحالها لم يستطع فعل شيء أمام اصرار الرجل استكمال التحقيق وعدم تنازله عن المحضر.
 نظر لها الضابط وقال : أنا أسف يجب أن تذهبي للسجن.
 سألته بلهفه وحرقه: وصغيري؟؟ .
قال لها: لا تخافي سننقله لأي مركز اجتماعي لحين خروجك.
 هنا لمعت عيناها وسألته: وهل يوجد عندهم طعام؟؟
أجابها الضابط: بكل تأكيد وسينام جيداً وسيعيش جيدا لحين خروجك له.
ابتسمت وقالت: اذن افتح محضر جديد وسجل هذه الاعترافات :
اولا: أنا من سرقت الرجل مع نيه مبيته لذلك
ثانيا: أنا عضوة في حزب سياسي من اهم اهدافه زعزعه نظام وآمن البلاد.
ثالثا: انا صاحبه اكبر أجنده أجنبيه .

رابعا: انا ... انا من سرقت العمود!!!


عائدون نحن



قبلت حيطان منزلها تعطرت بياسمين حديقتها تحممت بتراب أرضها جمعت ذكريات جلساتها مع جارتها ووضعتهم بصندوق محكم الإغلاق ضمت أطفالها لصدرها وقالت لهم عائدون نحن...
 لا تجلبوا كل أغراضكم اتركوهم هنا، احكموا إغلاق الباب فمن يسرق بلد لن يتردد في سرقه منزل واغرسوا المفتاح في قلبي ولا تخبروا أحداً بسرنا الصغير عائدون نحن..
لملمت كل أشواقها وجراحها تركت خلفها ذكرياتها، مشيت وسط الظلام يحيط بها ذئاب بشريه، وأشباه رجال باعوا قضيتها لم تكترث لكل هذا ففي قلبها يقين يهمس لها بين الحين والآخر عائدون نحن...
مر العمر أمامها يحمل نكسات ونكبات أكبر من صبرها واحتمالها، وجدران بيتها تتساقط واحد تلو الآخر، لكن رائحه تراب التي استحمت به يوم الرحيل لا يفارق جسدها وسرها الصغير مدفون في قلبها لم يستطع احد اقتلاعه من قلبها ، قالوا لها انسي اطردي من خيالك  تلك الأوهام فلا يمكن لمن يذهب أن يعود، ابتسمت لهم وقالت عائدون نحن.
ماتت وهي تنتظر حق العوده ودفنت بعيده عن قضيتها والسر ما زال في قلبها، لكن روحها لم ترضى أن تدفن او تموت فالشوق أكبر من أن يخنقها ويكبل حريتها، هربت وسكنتني اسكنت بداخلي ذاك الشوق الذي عاشته هي واورثتني القضيه،  وزرعت ذاك السر بقلبي  وبدأت أسمع ذاك الصوت يقول عائدون نحن ..

ثورة الحب




لن أتردد او اصمت بعد اليوم سيكون غدا يوم الحسم، سأعلن تمردي على ثقافة العيب التي وضعت قانوناً للحب،هذا القانون الذي لا اعلم من أين يستمد شرعيته قانوناً ينص على أن الرجل يجب أن يكون هو البادئ،  وقد نسوا او تناسوا أن الحب شعور يطلبنا لا نطلبه ولا نستطيع إلا ان نلبيه في نهاية الأمر مهما حاولنا الإنكار.
سأنظر في عينيه وأقول له " إسمع أيها الرجل الذي هرمت في حبه لا يعنيني إن اعتبرت ما أقوله جرأة او اعتبرته وقاحه فأنا لم يعد باستطاعتي الصبر أكثر، أحببتك يا هذا منذ زمن لا أعلمه فحبك جلعني  أنسى الأرقام جميعاً، أحببتك وكان الكبرياء يحكمني بأحكامه الدكتاتورية التي منعتني من البوح بمشاعري أو حتى مجرد الحديث معك فخوفي من ان تفضحني مشاعري جعلني أتجنب الحديث معك أو حتى مجرد اللقاء بك حاولت دوماً بشتى الطرق الابتعاد عن اي مكان محتمل قد يجمعنا حتى لا ترى شعاع الحب في عيناي، حتى هذا اليوم الذي أعلنت التمرد فيه على كبريائي وانتصرت للحب فيه بكل بساطه أنا أحبك، والان ساأترك الكره بملعبك وساأخرج جميع لاعبين الدفاع من اللعبه وسأطلب من لاعبين الهجوم أن يلعبوا بفريقك وسأرفع الكرت الاحمر لحارس المرمى فكل ما أرجوه أن تهز كرتك شباكي....
وجاء يوم الحسم وكنت أشعر بالقلق الشديد وخفت من أن أشعر بالتردد في أي لحظة انتظرت قدومه للمكتب لأذهب له وأقول ما أريده، حتى فاجاني هو بدخوله مكتبي، شعرت بالقلق والخوف من هذه الزياره، هل من الممكن أن يكون كيوبيد قد علم بأمري وأرسل بمرسال له يعلمه بما يدور في خاطري، ولانه لا يشعر بنفس مشاعري وتجنباً لأي احراج قرر أن يوضح لي الامر بطريقه لبقة كان يقول لي  " اريد منك طلباً لاني اعتبرك مثل أختي " أو " أريدك ان تساعديني فقد أحببتإ ولم اجد أفضل منك ليساعدني في هذا الامر " .
قطع أفكاري حين نظر الى عيناي وقال " إسمعي أيتها المرأة التي نسيت بحبها من أكون لا يعنيني ما هو شعورك اتجاهي، أحببتك وكان الخوف يقيدني والشك يهدم احلامي فقد كان واضحاً عليكي كم كنتي تتجنبي أن يتم بيننا أي لقاء بيننا، حتى هذا اليوم فقد قررت أن أثور وأنا بكامل قواي العقليه على الخوف والشك وافتح باب الحرية لمشاعري ليتمكن عصفور الحب التخلص من سجن قلبي ويحلق إليكي ويهمس في أذنييك بكل وضوح أحبك، والآن سأترك دفة مركبي في بحر حبك إما ان تسيري به الى شط الامان او تتركيه يغرق وحيدا في بحر حبك.....
حاولت لحظتها كتم الفرحه بشتى الطرق وابتسمت له ابتسامه صغيره ونظرت بعينيه وقلت له: لقد فاجاتني أيها الرجل .. لذا دعني أفكر في الأمر قليلاً......

مبروك جاءكم فاسد




قال "الشعب" مخاطباً صديقيه الذين لا يبتعدان عنه أبداً " الفقر" و"الذل" : منذ زمن أجهله ويجهله كثيرون غيري فكر "المال" أنه لا بد أن يعمل على زيادة نفوذه وقوته وأن لا يجعل أي أمر يقف أمامه عائقاً فهو رغم قوته بحاجه لمن يحميه ويدعم هذه القوة بشكل أكبر وأوسع ولأنه مؤمن ان السلطه والمال مكملين لبعضهم قرر الارتباط "بالسلطه" تحت مسمى الزواج رغم عدم وجود دين من الأديان او قانون يجيز هذا الزواج فهو لن يكون سوى علاقة غير شرعية  .
وتم الزواج فعلا وبورك من قبل النفاق والانتهازية والمصالح العليا، ولأن السلطه والمال كانا يرغبان بإنجاح الزواج بأي وسيلة من الوسائل والسيطره على كل ما قد يعكر صفو زواجهما السعيد أول خطوة اتخذاها  بعد الزواج هي العودة لتقليد من تقاليد الجاهلية  ووأد الديمقراطيه تلك الطفلة الصغيره التي لو كبرت لكان لها شأنًاً عظيماً ولأفسدت عليهم فرحتهم ومخططاتهم بالسيطرة وكان لهما ما أرادوة، وليزيدوا شعورهم بالامان والسعادة اغتالوا "الكرامه" فهي أيضاً تشكل خطراً كبيراً على هذا الزواج الملعون وحتى تكون خطتهم كاملة وأكيدة كان لا بد أن يجدوا حلاً منطقياً للـ "الضمير" فهم يريدون إسمه في خدمة مصالحهم لكن يجب أن يكون مغيب حاضر بالإسم فقط فكان الحل بالتخدير الدائم له، فأصبح موجود كإسم يساعدهم وقت الحاجه لكنه فعلياً ميت!!
الحرية وحدها من استطاعت الهرب من مخطط الشرير فأبقوا عليها لكن تحت رعايتهم  لذاعينوا عليها حارسان يمنعوا أي شخص من الاقتراب لها هم "الخوف" و"القمع".
  والنتيجه الفعليه لهذا الزواج كان الإنجاب، انجاب العديد من "الفساد" تحت أسماء وأشكال مختلفة "فساد" يدعمه الأب "المال" وتحميه الأم "السلطه" ليكبر ويترعر دون ان يقف بوجه أحد، ونتيجه لهذا كله أصبحتم أصدقائي فرضتم علي فرضاَ لم اختركم بإرادتي لكن يبدو أني اعتدت عليكم "مرغماً أخاكم لا بطل" لكني سأقول لكم سراً الحريه تلك الجميلة المبهرة تعجبني بشدة  وأرغب فعلا بالارتباط بها لكن أخشى المواجهه ، نعم أخشى المواجهه، فكيف لمثلي بأصدقاء مثلكم أن يقفوا أمام "الخوف" والقمع" المدعومين من قبل "السلطة" و"المال" ؟؟
قطع حديث "الشعب" صوت الانتهزايه وهي تركض وتغني وترقص وتقول افرحوا "مبروك جاءكم فاسد" هيا استعدوا لمباركته ودعمه فكيف سيكبر بدون دعمكم !! .
نظر "الشعب" لصديقية وقال يبدو أنكما قدري الذي لا مهرب منه لن استطيع التخلص منكما تعال يا "فقر" الى يميني وانت يا "ذل" الى يساري وأثناء سيرهم سوياً شاهدوا "الحرية" تمر أمامهم وهي تنظر للـ "الشعب"  بعيون كلها توسل وأمل أن يقترب منها ان يأخذها من بين حراسها فهي تعشق "الشعب" كما يعشقها، همس "الفقر" في أذن صديقة "الشعب" قائلا: يا صديقي لكي تستطيع التخلص منا عليك أن تتخذ قراراً بالمواجهه وصدقني إن استطعت التخلص من "الخوف" كبداية سيشعر القمع بقوتك وستستطيع التخلص منه بسهولة لكن يجب أن تتحرك فأنا شخصياً مللت منك أيضا.. وقال "الذل" له يا صديقي انا لم يعد بي قوة لأعطيك أكثر فأنت أوصلتني للحضيض وقاما بدفعه باتجاه الحريه، وهم يراقبونه هل سيتقدم للحريه رغم ما ينتظره أم سيعود اليهما بصديق جديد يدعى الانكسار واليأس؟؟؟!!!

 
Design by Free Wordpress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة