عائدون نحن



قبلت حيطان منزلها تعطرت بياسمين حديقتها تحممت بتراب أرضها جمعت ذكريات جلساتها مع جارتها ووضعتهم بصندوق محكم الإغلاق ضمت أطفالها لصدرها وقالت لهم عائدون نحن...
 لا تجلبوا كل أغراضكم اتركوهم هنا، احكموا إغلاق الباب فمن يسرق بلد لن يتردد في سرقه منزل واغرسوا المفتاح في قلبي ولا تخبروا أحداً بسرنا الصغير عائدون نحن..
لملمت كل أشواقها وجراحها تركت خلفها ذكرياتها، مشيت وسط الظلام يحيط بها ذئاب بشريه، وأشباه رجال باعوا قضيتها لم تكترث لكل هذا ففي قلبها يقين يهمس لها بين الحين والآخر عائدون نحن...
مر العمر أمامها يحمل نكسات ونكبات أكبر من صبرها واحتمالها، وجدران بيتها تتساقط واحد تلو الآخر، لكن رائحه تراب التي استحمت به يوم الرحيل لا يفارق جسدها وسرها الصغير مدفون في قلبها لم يستطع احد اقتلاعه من قلبها ، قالوا لها انسي اطردي من خيالك  تلك الأوهام فلا يمكن لمن يذهب أن يعود، ابتسمت لهم وقالت عائدون نحن.
ماتت وهي تنتظر حق العوده ودفنت بعيده عن قضيتها والسر ما زال في قلبها، لكن روحها لم ترضى أن تدفن او تموت فالشوق أكبر من أن يخنقها ويكبل حريتها، هربت وسكنتني اسكنت بداخلي ذاك الشوق الذي عاشته هي واورثتني القضيه،  وزرعت ذاك السر بقلبي  وبدأت أسمع ذاك الصوت يقول عائدون نحن ..

0 comments:

إرسال تعليق

 
Design by Free Wordpress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة