نصائح لص .. لأبنه





في شرق الوطن جلس الأب يحدث ولده قائلا: يا بني لقد كانت مهنة  "اللص" في زماننا مربحه لقد كنت ادخل البيوت في وقت متأخر من الليل وأسرق ما تقع عليه عيناي من مال ومجوهرات وحتى بعض اثاث البيت او أنبوبة غاز.
كنت احتاج أن أقوم بالسرقة مره كل أسبوع أو حتى أسبوعين لكي أتمكن من الصرف عليكم والعيش بامان، وفي كل حاره يابني كان هناك "لص" والغريب أن جميع أفراد أي حاره يعرفون من هو لص الحاره .
 وامتازت مهنة "السرقه" قديما بالتخصص أي كل لص يتخصص بسرقة معينة مثلا هناك "لص" الغسيل او "لص" أنبوبات الغاز و"لص الصوبات" لكن مع تطور الزمن الان ووجود "الدشات" و" الانترنت" اصبح الناس لا ينامون ليلا وأصبح من الصعب علينا السرقه وحتى لو قمنا بسرقه اي بيت لن يكفي ما نقوم بسرقته لمصروف ساعه او ساعتين، لم تعد هذه المهنه مربحه أو مفيده، بل قد تقضي سنوات من عمرك خلف القضبان لسرقتك شيء لا يفيد، فأصبح الأمر لا يستحق العناء وأن تقضي وقتك خائفاً ومختفياً عن أعين الناس بسببه لقد انتهى يا بني زمننا وبدأ زمن اللصوص الكبار.
في غرب الوطن جلس الأب يحدث ولده قائلا: يا بني يقولون " إن عشقت فاعشق قمر .. وإن سرقت فاسرق جمل" وهذا ما طبقته طوال حياتي ولهذا أنا الآن بهذا المنصب والثراء، فكما لكل مهنى أصول وفنون واناس مميزون بها السرقه كذلك.
وقبل أن تسأل سأوضح لك الأمر تخيل يا بني أن "اللص" بكل الازمنه القديمة والحكايات المعروفه كان يخاف الناس ويختبئ منهم، اما "لصوص" هذا الزمان مثلي ومثل الكثيرين غيري هم من يستطيعون سرقة كل ما يريدونه بدون أن يحاسبهم أحد بل على العكس تجد لهم احترامهم وتقديرهم وتجد العديد من الناس يخافونهم ويلهثون خلفهم طلباً لرضاهم ومساعدتهم حتى قد تجد منهم الوزير والمدير والمسؤول.
يا بني لكي تكون لصاً كبيراً يجب عليك ان تجعل طموحك كبيراً وسرقاتك أكبر فاللصوص الصغار هم فقط من يسرقون منزل أو شخص أما اللصوص الكبار هم من يسرقون وطن وشعب.
                               

الزعيم .. البطل ... عربي




قال له والده وهو يمشي مكبلا باتجاه السجن ارفع راسك يا عربي افخر فأنت دافعت عن شرفك وعرضك، نظر عربي لوالده وقال لكني قتلت اختي التي لم تتجاوز الرابعه عشر ربيعاً؟؟!!
قال له والده: انت قلتها هي لم تتجاوز الرابعه عشر وكانت تحدث ابن الجيران وتبتسم له إذن ماذا ستترك لعمر العشرين؟؟؟
يبدو أن جواب والده أقنعه، رفع رأسه بشموخ واتجه للسجن وهو يشعر ببطولته التي لا يمكن أن ينساها أحد.
خفف عنه الحكم فقضيته بداعي الدفاع عن الشرف وطوال فترة سجنه كان يرى أنه ظلم بكونه بنفس الزنزانه مع بعض اللصوص والحشاشين والقتلة حتى أنه طالب وقاد حركه تتطالب بسجن خاص للشرفاء امثاله .
انقضت فترة حكمه وخرج عربي من السجن واحتفل الحي به سبع أيام وليالي وبدأ الجميع يطلقون عليه اسم البطل حتى نسي الجميع اسمه الاصلي وسمي الحي باسم البطل تيمناً به.
ومن يومها إعتاد أهل الحي أن يروي لهم البطل يومياً على القهوة قصص وحكايات من بطولته وكيف أنه صبر على السجن مع المجرمين وعن مطالبته بسجن للشرفاء وكانوا جميعا يهللون ويصفقون له.
وفي أحد الايام هجمت احدى العصابات على الحي وقامت بالسرقه والاعتداء على نساء الحي، حاول رجال الحي كله التصدي لهم وفي وسط وزخمه المعارك لم يرى أحد بطل أبدا رغم أن والدته كانت من إحدى النساء التي تعرضت للاعتداء وكانت تصرخ وتنادي عليه.
وبعد ان انتهت المعركه وقتل بها العديد من الرجال ظهر البطل بدأ الجميع بسؤاله أين كان وكيف لم يدافع على الاقل عن والدته؟
نظر اليهم ووقف يقول: انا لم اختفي بل كنت اعمل على حمايتكم بطريقتي هل تعتقدون انهم انسحبوا بملئ ارادتهم؟؟؟ لقد اجبرتهم على الانسحاب، وأود ان اقول لكم أني أنا من كنت مستهدف فأنا رمزكم وعزتكم ألم يسمى الحي بإسم البطل تيمناً بي؟ ألم تكن والدتي من بين النسوة المعتدى عليهن؟؟؟.
لكني حميتكم بطريقتي فالزعيم يجب ان يعمل بالخفاء، صفق له الجميع  وهتفوا وهللوا بالروح بالدم نفديك يا بطل وقرروا تعيينه زعيماً للحي .    

اعترافات جائعه



" توته توته خلصت الحدوته" هل أعجبتك هذه القصه يا صغيري، نظر الصغير لأمه وابتسم قائلا: لكني ما زلت جائعاً يا أمي !!
لا تقلق يا صغيري لم يتبقى لحلول الفجر الكثير سأروي لك قصة أخرى وحاول أن تنام قليلاً وفي الصباح أعدك بأني سأجلب لك بعض الطعام، سأروي لك قصه الغلام الصغير الذي طالما نام دون طعام ولكنه عندما كبر أصبح أمير وكان يساعد جميع الفقراء ويشعر بهم لأنه وحده يعلم ما معنى الفقر وكيف يمكن ان ينام الشخص بلا طعام.
هز الصغير رأسه موافقاً على سماع القصه وبدأت الأم تروي القصه وقلبها يعتصر حزناً على صغيرها الذي لم يتبقى لها غيره بالحياه بعد وفاة زوجها دهساً على يد شاب متهور واضطرت الأم وقتها أن تتنازل عن القضيه مقابل مبلغ من المال لتعيش بها هي وطفلها، بالإضافة الى عملها "آذنه " في أحد المدارس براتب زهيد لا يكفي ليسدد ايجار المنزل ومصاريف أخرى.
كان كل ما يشغل تفكيرها في هذه الليله كيف ستتدبر أمر نقود الطعام بالغد، فهي الان بعطله صيفيه ولن تتمكن من أخذ سلفة على الراتب، ولم يتبقى أحد تستدين منه.
أشرقت الشمس أخيراً وحل الصباح، قبلت صغيرها ووعدته بأنها لن تعود دون طعام له، خرجت حائره تائهه لا تعلم اين تتجه؟ ذهبت لكل من يمكنها الاستدانه منهم لكنهم رفضوا بحجة أنها لم تسدد الديون السابقه.
بدا عليها التعب والاجهاد فهي أيضاً لم تذق الزاد منذ يومين، لكنها نسيت حتى شعور الجوع كيف يكون فشعور الحزن وحرقة القلب على صغيرها تخطى كل المشاعر .
نظرت حولها شاهدت عائله يخرجون من المطعم ويبدو انهم يحملون ما زاد من الطعام معهم يتجهون لسياره فارهه، قالت في نفسها لن يضيرهم شيئاً لو خطفت الطعام وهربت لن يلحقوا بي فيبدوا هذا الطعام زائد عن حاجتهم، اتجهت نحوهم خطفت كيس الطعام من يد الرجل وركضت، بدأ الرجل بالصراخ امسكوا الحرامي امسكوا الحرامي.
وبسبب جسمها هزيل و الجموع الغفيره التي ركضت خلفها تلبيه لهذا الرجل لم تستطع الاستمرار وتم الامساك بها ونقلها للمخفر.
وقفت أمام الظابط تبكي بحرقه وتتوسل قائله" أرجوكم سامحوني يجب أن أعود لصغيري" .
رغم أن قلب الضابط أشفق لحالها لم يستطع فعل شيء أمام اصرار الرجل استكمال التحقيق وعدم تنازله عن المحضر.
 نظر لها الضابط وقال : أنا أسف يجب أن تذهبي للسجن.
 سألته بلهفه وحرقه: وصغيري؟؟ .
قال لها: لا تخافي سننقله لأي مركز اجتماعي لحين خروجك.
 هنا لمعت عيناها وسألته: وهل يوجد عندهم طعام؟؟
أجابها الضابط: بكل تأكيد وسينام جيداً وسيعيش جيدا لحين خروجك له.
ابتسمت وقالت: اذن افتح محضر جديد وسجل هذه الاعترافات :
اولا: أنا من سرقت الرجل مع نيه مبيته لذلك
ثانيا: أنا عضوة في حزب سياسي من اهم اهدافه زعزعه نظام وآمن البلاد.
ثالثا: انا صاحبه اكبر أجنده أجنبيه .

رابعا: انا ... انا من سرقت العمود!!!


عائدون نحن



قبلت حيطان منزلها تعطرت بياسمين حديقتها تحممت بتراب أرضها جمعت ذكريات جلساتها مع جارتها ووضعتهم بصندوق محكم الإغلاق ضمت أطفالها لصدرها وقالت لهم عائدون نحن...
 لا تجلبوا كل أغراضكم اتركوهم هنا، احكموا إغلاق الباب فمن يسرق بلد لن يتردد في سرقه منزل واغرسوا المفتاح في قلبي ولا تخبروا أحداً بسرنا الصغير عائدون نحن..
لملمت كل أشواقها وجراحها تركت خلفها ذكرياتها، مشيت وسط الظلام يحيط بها ذئاب بشريه، وأشباه رجال باعوا قضيتها لم تكترث لكل هذا ففي قلبها يقين يهمس لها بين الحين والآخر عائدون نحن...
مر العمر أمامها يحمل نكسات ونكبات أكبر من صبرها واحتمالها، وجدران بيتها تتساقط واحد تلو الآخر، لكن رائحه تراب التي استحمت به يوم الرحيل لا يفارق جسدها وسرها الصغير مدفون في قلبها لم يستطع احد اقتلاعه من قلبها ، قالوا لها انسي اطردي من خيالك  تلك الأوهام فلا يمكن لمن يذهب أن يعود، ابتسمت لهم وقالت عائدون نحن.
ماتت وهي تنتظر حق العوده ودفنت بعيده عن قضيتها والسر ما زال في قلبها، لكن روحها لم ترضى أن تدفن او تموت فالشوق أكبر من أن يخنقها ويكبل حريتها، هربت وسكنتني اسكنت بداخلي ذاك الشوق الذي عاشته هي واورثتني القضيه،  وزرعت ذاك السر بقلبي  وبدأت أسمع ذاك الصوت يقول عائدون نحن ..

ثورة الحب




لن أتردد او اصمت بعد اليوم سيكون غدا يوم الحسم، سأعلن تمردي على ثقافة العيب التي وضعت قانوناً للحب،هذا القانون الذي لا اعلم من أين يستمد شرعيته قانوناً ينص على أن الرجل يجب أن يكون هو البادئ،  وقد نسوا او تناسوا أن الحب شعور يطلبنا لا نطلبه ولا نستطيع إلا ان نلبيه في نهاية الأمر مهما حاولنا الإنكار.
سأنظر في عينيه وأقول له " إسمع أيها الرجل الذي هرمت في حبه لا يعنيني إن اعتبرت ما أقوله جرأة او اعتبرته وقاحه فأنا لم يعد باستطاعتي الصبر أكثر، أحببتك يا هذا منذ زمن لا أعلمه فحبك جلعني  أنسى الأرقام جميعاً، أحببتك وكان الكبرياء يحكمني بأحكامه الدكتاتورية التي منعتني من البوح بمشاعري أو حتى مجرد الحديث معك فخوفي من ان تفضحني مشاعري جعلني أتجنب الحديث معك أو حتى مجرد اللقاء بك حاولت دوماً بشتى الطرق الابتعاد عن اي مكان محتمل قد يجمعنا حتى لا ترى شعاع الحب في عيناي، حتى هذا اليوم الذي أعلنت التمرد فيه على كبريائي وانتصرت للحب فيه بكل بساطه أنا أحبك، والان ساأترك الكره بملعبك وساأخرج جميع لاعبين الدفاع من اللعبه وسأطلب من لاعبين الهجوم أن يلعبوا بفريقك وسأرفع الكرت الاحمر لحارس المرمى فكل ما أرجوه أن تهز كرتك شباكي....
وجاء يوم الحسم وكنت أشعر بالقلق الشديد وخفت من أن أشعر بالتردد في أي لحظة انتظرت قدومه للمكتب لأذهب له وأقول ما أريده، حتى فاجاني هو بدخوله مكتبي، شعرت بالقلق والخوف من هذه الزياره، هل من الممكن أن يكون كيوبيد قد علم بأمري وأرسل بمرسال له يعلمه بما يدور في خاطري، ولانه لا يشعر بنفس مشاعري وتجنباً لأي احراج قرر أن يوضح لي الامر بطريقه لبقة كان يقول لي  " اريد منك طلباً لاني اعتبرك مثل أختي " أو " أريدك ان تساعديني فقد أحببتإ ولم اجد أفضل منك ليساعدني في هذا الامر " .
قطع أفكاري حين نظر الى عيناي وقال " إسمعي أيتها المرأة التي نسيت بحبها من أكون لا يعنيني ما هو شعورك اتجاهي، أحببتك وكان الخوف يقيدني والشك يهدم احلامي فقد كان واضحاً عليكي كم كنتي تتجنبي أن يتم بيننا أي لقاء بيننا، حتى هذا اليوم فقد قررت أن أثور وأنا بكامل قواي العقليه على الخوف والشك وافتح باب الحرية لمشاعري ليتمكن عصفور الحب التخلص من سجن قلبي ويحلق إليكي ويهمس في أذنييك بكل وضوح أحبك، والآن سأترك دفة مركبي في بحر حبك إما ان تسيري به الى شط الامان او تتركيه يغرق وحيدا في بحر حبك.....
حاولت لحظتها كتم الفرحه بشتى الطرق وابتسمت له ابتسامه صغيره ونظرت بعينيه وقلت له: لقد فاجاتني أيها الرجل .. لذا دعني أفكر في الأمر قليلاً......

مبروك جاءكم فاسد




قال "الشعب" مخاطباً صديقيه الذين لا يبتعدان عنه أبداً " الفقر" و"الذل" : منذ زمن أجهله ويجهله كثيرون غيري فكر "المال" أنه لا بد أن يعمل على زيادة نفوذه وقوته وأن لا يجعل أي أمر يقف أمامه عائقاً فهو رغم قوته بحاجه لمن يحميه ويدعم هذه القوة بشكل أكبر وأوسع ولأنه مؤمن ان السلطه والمال مكملين لبعضهم قرر الارتباط "بالسلطه" تحت مسمى الزواج رغم عدم وجود دين من الأديان او قانون يجيز هذا الزواج فهو لن يكون سوى علاقة غير شرعية  .
وتم الزواج فعلا وبورك من قبل النفاق والانتهازية والمصالح العليا، ولأن السلطه والمال كانا يرغبان بإنجاح الزواج بأي وسيلة من الوسائل والسيطره على كل ما قد يعكر صفو زواجهما السعيد أول خطوة اتخذاها  بعد الزواج هي العودة لتقليد من تقاليد الجاهلية  ووأد الديمقراطيه تلك الطفلة الصغيره التي لو كبرت لكان لها شأنًاً عظيماً ولأفسدت عليهم فرحتهم ومخططاتهم بالسيطرة وكان لهما ما أرادوة، وليزيدوا شعورهم بالامان والسعادة اغتالوا "الكرامه" فهي أيضاً تشكل خطراً كبيراً على هذا الزواج الملعون وحتى تكون خطتهم كاملة وأكيدة كان لا بد أن يجدوا حلاً منطقياً للـ "الضمير" فهم يريدون إسمه في خدمة مصالحهم لكن يجب أن يكون مغيب حاضر بالإسم فقط فكان الحل بالتخدير الدائم له، فأصبح موجود كإسم يساعدهم وقت الحاجه لكنه فعلياً ميت!!
الحرية وحدها من استطاعت الهرب من مخطط الشرير فأبقوا عليها لكن تحت رعايتهم  لذاعينوا عليها حارسان يمنعوا أي شخص من الاقتراب لها هم "الخوف" و"القمع".
  والنتيجه الفعليه لهذا الزواج كان الإنجاب، انجاب العديد من "الفساد" تحت أسماء وأشكال مختلفة "فساد" يدعمه الأب "المال" وتحميه الأم "السلطه" ليكبر ويترعر دون ان يقف بوجه أحد، ونتيجه لهذا كله أصبحتم أصدقائي فرضتم علي فرضاَ لم اختركم بإرادتي لكن يبدو أني اعتدت عليكم "مرغماً أخاكم لا بطل" لكني سأقول لكم سراً الحريه تلك الجميلة المبهرة تعجبني بشدة  وأرغب فعلا بالارتباط بها لكن أخشى المواجهه ، نعم أخشى المواجهه، فكيف لمثلي بأصدقاء مثلكم أن يقفوا أمام "الخوف" والقمع" المدعومين من قبل "السلطة" و"المال" ؟؟
قطع حديث "الشعب" صوت الانتهزايه وهي تركض وتغني وترقص وتقول افرحوا "مبروك جاءكم فاسد" هيا استعدوا لمباركته ودعمه فكيف سيكبر بدون دعمكم !! .
نظر "الشعب" لصديقية وقال يبدو أنكما قدري الذي لا مهرب منه لن استطيع التخلص منكما تعال يا "فقر" الى يميني وانت يا "ذل" الى يساري وأثناء سيرهم سوياً شاهدوا "الحرية" تمر أمامهم وهي تنظر للـ "الشعب"  بعيون كلها توسل وأمل أن يقترب منها ان يأخذها من بين حراسها فهي تعشق "الشعب" كما يعشقها، همس "الفقر" في أذن صديقة "الشعب" قائلا: يا صديقي لكي تستطيع التخلص منا عليك أن تتخذ قراراً بالمواجهه وصدقني إن استطعت التخلص من "الخوف" كبداية سيشعر القمع بقوتك وستستطيع التخلص منه بسهولة لكن يجب أن تتحرك فأنا شخصياً مللت منك أيضا.. وقال "الذل" له يا صديقي انا لم يعد بي قوة لأعطيك أكثر فأنت أوصلتني للحضيض وقاما بدفعه باتجاه الحريه، وهم يراقبونه هل سيتقدم للحريه رغم ما ينتظره أم سيعود اليهما بصديق جديد يدعى الانكسار واليأس؟؟؟!!!

نقاش مع الذات




لا أملك ابدأ مهارة كتابه المقالات وتحليل الأمور رغم اني أتمنى فأنا إن أردت أن أعبر عن نقطه معينه او اناقش شأنا ما أحوله لقصه وأدع المجال لخيالي ليسرح ويمرح بي كما يشاء وأكتب ما أريد عن طريق قصه بأفراد وشخوص، لكن استوقفني اليوم خبر مفاده حصول خالد شاهين على جواز سفر دبلوماسي صادر من المؤسسة الحكومية الدولية لاستخدام الطحالب الدقيقة لمكافحة سوء التغذية (IIMSAM)،( عتبكم على الي فاهم شي )،  لا يعنيني أبدا حصول شاهين على الجواز من عدمه فقد بدات أرى شاهين كأبطال الروايات الخياليه، الذين من الاستحاله أن يموتوا أو يقبض عليهم رغم إختلاف الأهداف والوسيلة (لكن مين عارف يمكن شاهين يتوب ويرجع لحاله ويصير أسطوره، ما علينا ) ولأني لست ضليعه بما يكفي  بالسياسيه لأتكلم بتلك المفاهيم والكلمات الكبيره عن هذا الموضوع ولا املك المهاره قررت أنا اجلس مع نفسي أناقشها بهذا الموضوع فوجدت نفسي وانا نقف حائرتين امام  سؤال واحد وجيه ومشروع، كيف استطاعت الطحالب فعل فعلتها هذه ( أي منح شاهين جواز السفر الدبلوماسي) ؟
ولأننا قررنا أن نفهم (أنا ونفسي ) قررنا البحث والتحليل والتدقيق فكان يجب ان تكون البدايه بالتعرف على الطحالب وبعد البحث تبين أنها: مجموعة من المتعضيات الحية القادرة على التقاط طاقة الضوء من خلال عملية التخليق الضوئي، محولة المواد غير العضوية  إلى مواد عضوية تختزن بداخلها الطاقة ( ما علينا) .
فقالت لي نفسي: يبدو ان الطحالب لا يستهان بها، فهي حية وقادرة على التحويل وعليه "بطُل العجب " بضم الطاء.
رغم اني لم أفهم شيئاً لكن يبدو ان الطحالب لها وضعها في العالم فمن خلالها استطاع شاهين ان يحتل منصب سفير فوق العادة لهذه المنظمة الطحلبيه في الاردن ويخضع للقوانين والأنظمة والبروتوكولات الدبلوماسية الدولية (ما علينا).
وبعد نقاش طويل وممل ولا داعي لذكر تفاصيله بيني وبين نفسي خرجنا بعدة نتائج:

1-    لا تستهين يوماً بطحلباً فالطحلب الذي لا يعجبك بفجك .
2-    إذا أردت أن تسرق شعباً دون أن  تحاسب انضم لاحد المؤسسات التي تعنى بأي من الامور التالية (الطحالب، الجرذان، الجراثيم بشتى انواعها، سبونج بوب)
3-    الحكومه غير قادره على اجبار شاهين على العوده والطحلب قادر على منحه جواز سفر دبلوماسي لذا على الحكومه استيراد طحالب بقيمه ثلاثه ملايين دينار تجمع من شعب تحت إسم  ضريبة الطحلب لحمايه الشعب.
4-    والعديد من النتائح التي لا داعي لذكرها ايضاَ

ملاحظة:                       
1-تعتبر هذه المره الثالثة التي أحاول بها الكتابه بدون قصة لذا ارجو من الجميع مراعاة ذلك.
2- أرجو أفادتي بعنوان هذه المؤسسة لمن يعرفها لأهداف خاصة لا أستطيع البوح بها هنا.

هو... والآخر




يجلس مبتسماً خلف النافذه ، نظر اليه الآخر: وقال عجيب أمرك كيف لمثلك أن يبقى مبتساً على أمثالك ان يكونوا قد نسوا الأبتسام منذ زمن ليس بقليل.
هو: صباح جميل (يشير الى بعض الفتية الصغار الذين يمرحون ويقول) ما اجمل الطفولة ... كم اتمنى ان اعود صغيراً
يضحك الاخر بصوت عالي ويقول: تعود صغيراً؟ اصمت لا تضحكني .. من يسمعك يعتقد انك قضيت اجمل طفولة... الم يسافر  والدك قبل ولادتك.... ليذهب الى بلاد بعيده حتى يعود لكم بالمال الوفير... لأنه لم يستطع أن يؤمن لكم شيئاً هنا ولكنه للأسف مات بأرض غير أرضه .
هو والابتسامه تفارق وجه : لكنه على الأقل كان يحبنا هكذا كانت دوماً أمي تقول لي، ألا يكفي أنه كان يحبنا ويحلم بتوفير حياه رائعه لنا –رحمة الله عليه -
الاخر:كعادتك تهرب من الحقيقه المره وتحاول أن تقنع نفسك بعكسها !!... أنسيت كم عانيت انت وشقيقتك بعد وفاة والدك ؟؟؟ كنتم تبيتون ليالي بلا طعام ... وان نسيت ايام الجوع كيف تنسى ايام البرد القارس وما عانيتموه... أنسيت الذل الذي عاشته والدتك ولتخرجكما من الذل اضطرت للزواج من اول رجل يتقدم لها بعد مرور اربع سنوات على وفاة  والدك...
هو :" يا الهي كم تكره ان تراني سعيداً وتذكرني دوماً بأسوأ ايام حياتي!!
الاخر:أسوأ ايام حياتك!!! بل قل الاجمل !!الم تذوقا انت وشقيقتك ووالدتك اسوأ انواع العذاب على يد زوج والدتك؟؟؟ لا تقل لي انك نسيت ذاك اليوم الاسود الذي توفيت به والدتك من كثر الضرب على يد زوجها وذلك لمجرد انها ذكرت أباك بالخير أمامكم ؟؟... وليبرر قتله ادعى انه عاد ووجد عندها رجل ليخفف الحكم عن نفسه  وتعتبر قضيه شرف أقصد دفاع عن الشرف!!؟
وانت وشقيقتك تعلمون ان هذا الامر لم يحدث ولم يكن هناك أي رجل في المنزل وقتها بل كنتم تجلسون أنتم ووالدتكم وهي تروي لكم بعض القصص عن والدكم وطيبته لكنك صمتت ولم تقل شيئاً ، يبدو أن الهروب والجبن صفه متأصله بك منذ كنت طفلاً ؟؟؟ حتى عندما هربت شقيقتك هرباً من كلام الناس ولتبحث عن حياة أفضل لم تحاول البحث عنها حتى اني اجزم انك سعدت بهربها؟؟ والغريب أنك سعدت لنقلك الى ملجأ، كانك أردت الهروب من العالم الخارجي لعالم آخر لا أحد يعرفك به.
هو : انظر الى هذا اليوم ما اجمله واتركنا من الماضي ... لن يفيدنا العوده للوراء.
الاخر: انت تقتلني ببرودك واستسلامك ... اصرخ ... اعترض.. لا تصمت... كيف استطعت ان تصمت عندما كانوا الاولاد يضربونك في الملجأ؟؟؟ لماذا لم تعترض عندما سحب منك المقعد الجامعي الذي انت احق به ليذهب لابن المسؤول... لتبقى انت دون شهاده جامعية رغم تفوقك... لا بل وافقت أن تعمل مراسلا بشركه كنت تتفوق على اكبر موظف بها بذكاءك .. ذكي لكنك جبان..
هو:انت تهول الامور ... لم نضيع حياتنا بالمشاكل والوقوف عند التفاهات لنعش الحياه...
الاخر: تفاهات؟؟؟؟ اية تفاهات هذه؟؟ حتى بزواجك كنت جبانا ولم تقل لا لرئيسك بالعمل؟؟ وانت تعلم ان شقيقته التي عرضها للزواج عليك ذات سمعه سيئه؟؟؟ وأنه لم يعرضها عليك إلا لعلمه أنك لا تعرف أن تعترض أو تقول لا !!  وحتى بعد زواجك بقيت معها رغم كرهك لها ...وانت تعلم كم هي سيئه؟؟؟
هو: يا اخي لا تبالغ ... واتركنا من الماضي ... انظر استمتع بهذا الصباح الجميل، انا نسيت هذه الأمور منذ زمن.
الآخر: لاتهرب واجه الحقيقه.... اتذكر ابنك الذي ربيته حتى اصبح عمره 4 سنوات... ماذا فعلت عندما علمت انه ليس ابنك؟؟؟ بدلا من ان تقتل زوجتك او تفضحها على الاقل ... طلقتها بكل هدوء واعتزلت العالم ... وبقيت بمنزلك اشهر معتزلا الناس من حولك.. ولماذا؟ لأن طليقتك كانت على صلة بشخص مهم ز
هو: ما الفائده من الكلام ... الاعتزال افضل من ان اقحم نفسي بالمشاكل.. الحياه بسيطه يا صديقي، بسيطه لا تعقدها
الآخر: ولان "من يخاف من الذئب يراه " رغم جبنك وهروبك من المشاكل.... كانت المشاكل تبحث عنك... فحتى بعد اعتزالك الناس ... الم تتورط بقضيه سياسيه لمجرد ان جارك بالسكن كان من المعارضين السياسيين... ولسوء حظك اليوم الذي قررت به الخروج من العزله ... خرجت من شقتك لتصطدم بجارك وتساعده بلملمه اوراقه ... كان هو اليوم المقرر لتلقي به رجال المخابرات القبض على جارك وتتورط انت بقضيه لا تعلم عنها شيء... لتكن من المعارضين وانت الذي لم تعترض يوماً ... و تجد نفسك وسط مشكله لا ناقة لك بها ولا جمل دون أي اعتراض، كم أنت جبان ..
انا لست جباناً... لا تقل جباناً... انا لست جباناً ... انا لست جباناً
                                                 
وفي هذه اللحظه تدخل ممرضه للغرفه وتقول لزميلتها " مسكين هذا الرجل منذ اليوم الاول الذي جاء به للمصحه بعد نقله من السجن ..وهو يكلم نفسه يومياً ومن ثم يصرخ انا لست جباناً......!!!

مملكة...أنا




في مكان ما وفي زمن لا يعلمه أحد كان هناك مملكة تدعى مملكة " أنا " نسبة الى ان كل من يحكمها  يكون اسمه "أنا" وقيل ان هذه مجرد صدفة وكان "أنا " الأول هو  الذي قرر أن تسمى هذه المملكه بهذا الإسم وقيل أنه أقنع الشعب بذلك بقوله أن "أنا" عائده على الحاكم الذي يفني نفسه لحماية الوطن والمحافظه عليه وخدمه وأقل شيء ممكن ان يقدم لهذا الحاكم هو أن تسمى المملكه بإسمه ولا أحد يتذكر ماذا كان اسم هذه المملكه سابقاً وقد فرضت قوانين وانظمه غريبه وقاسيه في هذه المملكه من اهمها ، يمنع الكلام بين ابناء الشعب الواحد والتواصل فيبما بينهم يكون بالاشارات ويمنع السفر أو محاولة التعرف الى العالم الخارجي حتى انه قيل لا يوجد عالم اخر في هذا الكون غيرهم .
يسكن "انا " الحاكم وكل مساعديه وأعوانه والنخبه في بيوت  مبنيه من حجاره وبقيه الشعب لا بد ان يسكن في بيوت مبنيه من ورق، هناك اطعمه وشراب خاص للحاكم ومعاونيه والنخبه لا يمكن للشعب ان يتذوقه والعكس صحيح.
 وفي أحد الأيام عاد أحد افراد الشعب الى الوطن ويدعى "حر" يقال ان والده استطاع الهرب به خارج الوطن وهو صغير دون علم أحد.
"حر" عاش هو ووالده  في موطن مجاور بعد ان تعلم وكبر به لكن والده اخبره انه لابد ان يعود للوطن مره اخرى حتى لو كان وطن لا يعلم به احد فيكفيه انه وطنه وله عليه حق.
 وبالفعل عاد "حر" الى موطنه وبالرغم من أن والده قبل مماته أخبره بقوانين موطنه وان الكلام من الممنوعات لكنه كان على أمل أن يجد كل هذه الامور قد تغيرت لكنه تفاجأ بأن شيء لم يتغير وكل شيء كما اخبره به والده بل على الأسواء.
منذ ان دخل "حر" الوطن بدأ بالكلام مع الناس ومحاولة اقناعهم ان الكلام اقل حق من حقوقهم التف الكثير حوله وكانوا يسمعونه مقتنعون في كلامه لكن هناك من كان يخاف من هذه التجربه وهناك من كان يرى ان حياته رائعه وهادئه هكذا ولا يريد اي تغيير يعكر هذا الهدوء.
لكن فئه الشباب ومن كانوا دوماً يحاولون ان يفهموا لماذا منعوا من الكلام انجذبوا وأمنوا بما قاله "حر" وقرروا ان يكونوا معه وان يتعلموا منه وبالفعل أصبحوا يؤمنون بأن الكلام حق لهم  وبدات حركات تنادي بحريه الكلام وحق المساواه بين الجميع وبدأوا يطالبوا بان ينتشر العدل ويحاكم الظالم ويجتث الفساد من جذوره، حتى وصل لمسمع معاوني "أنا" هذا الكلام ونقلوا له ما حدث .
نزل "أنا " بين الشعب لأول مره فهذه أول مره يراه الشعب شكله وكيف يبدو واجتمع بهم وبدأ حديثه مخاطبا الشعب بعد الاحتجاجات التي ظهرت قائلاً" لقد حز في نفسي ما فعله بعض أبناء وطني مقابل ما أفنيته وقدمته لهذا الوطن وان كنت يوماً قد منعت الكلام بينكم فقط لعملي ان الكلام لا يناسبكم انظروا ماذا حدث بعد أن جاءكم شخص يتكلم وبدأتوا بالكلام تعتقدون اني لم افهمكم وأنتم  صامتون لقد فهتكم جيدا اقصد فهمت شعبي جيداً لكن من انتم؟ انتم ليس أبناء شعبي الوفي أبناء شعبي صامتون لا يتكلمون ... أتعلمون من الذي جعلكم تتكلمون إنها بعض الارواح الشريره التي جاءت من الفضاء الخارجي بقياده هذا العميل "حر" وسكنتكم لذا سنطرد هذه الأرواح من أبناء شعبنا، وللأسف لا يوجد وسيله للتخلص من الروح الا بالضرب وستعلمون أن هذا الامر لمصلحتكم، لكن مع كل هذا ولتعلموا كم انا احبكم سأسمح بيوم يحدد بالسنه للكلام تحت اشرافنا حتى لا يستغله الأوغاد أما بقيه مطالبكم سننظر بها وسننفذها لكم لكن الان ساعدونا بالتخلص من الارواح الشريره التي سكنتكم وساعدونا بالقبض على هذا الوغد "حر" عاشت مملكة انا ... عشت انا لكم ولحمايتكم "
صفق جميع الحضور لقائدهم "انا" الا الشباب الذين لم يقتنعوا بما قاله، وبدأ الناس بتسليم اولادهم لمعاوني "انا " لكي يخلصوهم من الأرواح الشريره التي سكنتهم كانوا يرون أولادهم يضربون أمامهم بقسوة ويقولون المزيد اخرجوا الروح الشريره وقبض على "حر" بمساعده أفراد من الشعب أصحاب الفكر الذي يقول" نحن أفضل من غيرنا ولا نريد أن تعمنا الفوضى وحياتنا هكذا رائعه وفعلا الكلام لا ينسبنا".
وعادت مملكة "أنا " لسابق عهدها منع بها الكلام ، حتى اليوم الذي وعد به الحاكم كان محدد فقط لمديح "أنا " وأعوانه. وقد فرض قرار جديد يقتضي بمنع السمع بفرض سدادات على المواطنين. ورددت بعد فترة من  الزمن اشاعه مفادها أن هناك مجموعه من الشباب ساعدت بتهريب "حر" خارج البلاد لكي يعود يوماً فهم يؤمنون ويعلمون ان مهما غاب "حر " عن الوطن لابد ان يعود.....

الحكم بعد المداولة




يبدو عليها شقاء السنين والألم قد لا تكون كبيره بالعمر كثيرا لكن الهموم اعطتها عمراً أكبر من عمرها بسنين  ، لا تعي ما يحدث حوليها في المحكمه عيناها تأهتان تبحثان عن شخص ما. لا أحد يعلم من الذي قتلته ولماذا؟ حتى محامي الدفاع الذي وكلته الدولة ليدافع عنها لم يكن يشعر بالحماس بل على العكس كان يدافع عنها كمن يقوم بعمل يثقل كاهله ويتمنى التخلص منه بأسرع وقت. كان القاضي على وشك ان يصدر قراره ضد هذه المجرمه حين وقفت هذه المرأه وبدات بالكلام نظرت للقاضي وقالت: كان عمري أربعه عشر عاما عندما تشاجر شقيقي  الذي كان يبلغ من العمر وقتها ثمانيه عشر عاماً مع شقيقتي التي كانت تبلغ ستة عشر عاماً كان سبب الشجارفناناً أبدت شقيقتي اعجابها به ولاني أخي كما أخبره ورباه والدي رجل "حمش" بدأ بضرب أختي ضرباً مبرحاً ووصفها بأسوأ الصفات حتى وقعت ميته على الأرض وهي تغرق بدمائها.
لم يتحمل عقل أمي هول الصدمه فبدأت تبكي وتصرخ وتضحك في نفس الوقت وشقيقي "الحمش"  يجلس خائفاً وأبي واقف كالجبل لم تزرف عينيه دمعه كان منشغل التفكير بأمر ما وفجأه خرج من صمته وقال سنقول أنه قتلها بداعي الشرف ليخفف عنه الحكم ولا أريد جدالاً بهذا الموضوع ثم امسك هاتفه واتصل بشخص واتفق معه ان يقول انه كان على علاقه مع شقيقتي مقابل عشرون ديناراً فقط.
فقدت أمي عقلها وادخلت مصحة للأمراض العقليه، وصدق الجميع القصه حتى ابي طبق عليه المثال الذي يقول " كذب الكذبة وصدقها " فبعد هذه الحادثه أصبح يعاملني بقسوة أكثر من قبل ويحرمني من الخروج ويتوعدني بان مصيري لن يكون أفضل من مصير اختي إن فعلت مثلها! وبعد فترة وجيزة ليتخلص مني ومن مشاكلي زوجني لنفس الشخص الذي شهد ضد اختي مقابل عشرون دينار وكان يكبرني بـخمسه عشر عاماً ويبيع أي شيء مقابل المال.
وبالفعل تزوجته ، بدأ بضربي من ثالث يوم زواج لنا كان باستمرار يعايرني بأمي المجنونه والاغرب انه كان يعايرني بشقيقتي " الغير شريفه حسب كلامه " وكانه نسي انه قبض مقابل شهادته ضدها  زورا.
 بعد أشهر من الزواج علمت  اني حامل فرحت قلت في نفسي  قد ياتي من ينسيني همي لكن عندما علمت اني حامل بفتاة  قررت التخلص منها خوفاً عليها من مصير يشبه مصيري أو مصير شقيقتي لكن اراد  الله ان تاتي لهذه الحياه رغما عني.
عندما كان يضربني لم أكن أشعر بألم الضرب بل الخوف من مستقبل ابنتي مع هذا الأب هو ما كان يخفيني يوماً بعد يوم.
وفي أحد الايام وعندما اصبح عمرها ثلاث سنوات وفي لحظه غضب وهيجان رفسها بقدمه بعيداً لم اتحمل ان تضرب هي كنت مستعده ان اتحمل اي شيء الا ان تتأذى هي حملتها وهربت بها بعيدا.
عشنا سوياً كنت اعمل في البيوت لأوفر لها كل ما تحتاجه أدخلتها المدرسه وعلمتها وكزبت على جميع  من حولنا وعليها هي أيضاً وقلت أن زوجي  توفى.
 عشنا وحيدتين امراتين في بيت دون رجل واجهنا العديد من المشاكل والكثير من الاتهامات .
لم أشعر يوماً بالتعب كل ما كان يشغلني أن أوفر لها أفضل حياة لم أحرمها من شيء أردتها ان تتعلم وتعمل وأن لا تعتمد على رجل في حياتها.
وبعد خمسه عشر عاماً وهي بالمدرسه في اخر سنه دراسيه لها، دق باب البيت وفوجئت بزوجي أمامي لم اعرف ماذا اقول .
توقعت أن  ياتي نادماً والشوق يسكنه ليرى ابنته ويتعرف عليها لكن للأسف وكأن السنين لم تغير به شيئاً دخل البيت وبدأ بالشتم والتوعد والتهديد قائلاً : كان يجب أن أتوفع ذلك من امراه مثلك أم مجنونه وشقيق قتل شقيقته للحفاظ على شرفها، لكن انتي لا تهميني فقد اعتبرتك طالقاً منذ هربت لكن  شرفي ابنتي أريد أن أغسل عاري بيدي.
لم اتحمل ما سمعته كيف لمثله ان يتكلم عن الشرف والأخلاق؟ ولا تمثل له ابنته سوى عار يريد أن يغسله؟؟ لن أجعل مأساة شقيقتي تتكرر في ابنتي التي أعيش لأجلها ومستعده للموت لأجلها.
 وجدت نفسي دون وعي اضربه بمزهريه كانت بجواري وبعد ان وقع على الارض جلبت سكينا لاكمل عليه وأتأكد انه مات صدقني يا سيدي القاضي لا أشعر أبداً بالندم واتمنى من كل قلبي أن يكون فارق الحياه .
قال القاضي : انت إمراه وأم فاضله لكننا في مجتمع لا يتذكر الشرف الا من خلال الجريمه... الحكم بعد المداولة

وللفقراء ثورتهم




يوم متعب على ام شفيق فهذه اول مره تعمل كخادمه يوميه في أحد البيوت، فعندما اخبرتها ام سليم ان هناك اسره بحاجه لعامله لمده يوم مقابل عشرون دينار لم تستطع يومها ان تتردد ولو لحظة،  فبهذا اليوم خصوصا كاد قلبها ينكسر على شفيق فهو منذ أسبوع لم يأخذ مصروفه، وكان طعامهم يقتصر اما على العدس او ما يجود به بعض الجيران الذي لم يكن وضعهم أحسن من وضع اسره أبو شفيق بكثير .
ربة المنزل اسمها "دلال خانم" أرادت ان تقيم جمعه صغيره لصديقاتها وكان لابد ان  تجد من يساعدها، لم تستطع أم شفيق الجلوس لثواني فطوال الوقت كانت ما بين التضيف وتنظيف الأواني وبانتظار ان ينتهي اليوم وتعود لاسرتها بمبلغ العشرون دينار. كانت تسمع كل ما يقوله النسوة كثير من حديثهم لم تفهمه  فهم يخلطون المصطلحات الأنجليزية بالعربيه ويذكرون اسماء ماركات ومناطق ودول لم تسمع عنها قط وفي عز انشغالها بالترتيب والتفكير سمعت صوت "دلال خانم " تناديها .
كان هناك نقاش حاد دائر بين النسوة عن الاعتصامات والأعتراضات التي لا داعي لها حسب وجه نظرهم جعلتهم يصلون بالحديث الى موضوع الفقر ، قالت احداهم وتدعى "سلام خانم" انا لا اعتقد ان هناك فقر لكن الناس تحب ان تشكي دوماً ، وقالت احداهن: " انا لا اعلم ماذا تريد هذه الفئه من الناس؟ ما الذي يزعجهم لماذا يبالغون في موضوع الفساد والفقر؟؟
كانت وجه نظرة "دلال خانم" ان هناك القليل جداً من الفقراء وارادت ان تثبت لهم ذلك من خلال  ام شفيق لذلك قامت بمناداتها .
جاءت أم شفيق وبداوا النسوة بالنظر اليها وطرح الأسئله عليها كانها "مخلوق غريب من نوعه" كان اول سؤال من "هبه خانم" قالت: ماذا  يعمل زوجك؟
ام شفيق:  عامل نظافه فردت       
"هبه خانم " يا حرام زبال !!
تدخلت وقتها "دلال خانم " وقالت لقد جاءت المسكينه تعمل اليوم مقابل عشرون دينار فقط؟ تخيلوا انها محتاجه للعشرون دينار!!!
قالت احداهن : معقول ؟؟؟ ولدي يصرف يومياً اكثر من هذا المبلغ
وبدأن يتناقشن فيما بينهن  بشكل مستفز وسط محاولة ام شفيق رسم  الإبتسامه على وجهها وكتم مشاعر الغيظ حتى قالت احداهن: انا لا اصدق ما تقولونه ، قد تكون هي تريد ان تعمل لكي تتسلى
كانت هذه الكلمه " كالقشة التي قصمت ظهر البعير " لم تستطع ام شفيق الاحتمال بدات بتكسير الصحون وكل ما جاء أمامها وهي تشتم وتلعن النسوة (لا نستطيع ذكر الشتائم وندعها لخيالكم  حفاظا على مشاعركم) .
بعد هذه الحادثه دخلت ام شفيق السجن دون ان نعرف تهمتها بالزبط هناك من قال انها اتهمت بالارهاب والعنف وأن القاعده تبنت هذه العملية.
 واخرون قالوا ان حركة حماس كانت وراء ما فعلته أم شفيق، والبعض قال أن العنصرية هي السبب فجد جدها لأم شفيق من بلجيكا، وحتى كتابة هذا المقال كانت اخر روايه سمعناها ان هناك أجنده خارجيه كانت تمول ام شفيق للاخلال باستقرار امن الوطن والمواطن!!!

لحظه حب




نظر في عيني وقال: اشعر اننا التقينا من قبل؟؟

ابتسمت واجبته: قد نكون التقينا بالأحلام...

قال: اذن انتي من سكنتي حلمي في تلك الليله...

اجبته: وانت من ستسكن ايامي القادمه...

قال: لم اكن قبل هذا اليوم اؤمن بالحب الذي يولد سريعاً ودون مقدمات...

اجبته: وانا لم اكن اؤمن بالتخطيط للحب... فهو يأتي من حيث لا ندري ولا نتوقع... ليسكننا في اللحظه التي نسيناه فيها...

قال: وهل اكون عجولا ان قلت احبك الان...

اجبته: بل تأخرت كثيراً... فأنا انتظرتك كثيراً... وبحثت عنك في كل الوجوه...

قال: احبك بالامس... واحبك الان... وسابقى احبك بالمستقبل...

اجبته: احبك بالواقع.. واحبك بالاحلام.....

الأحلام المسروقة




دعت ام شفيق عائلتها لاجتماع طارئ قالت انها ستزف خلاله خبر سار وهام، اجتمعت العائله أمام أام شفيق بانتظار أن تقول خبرها الهام، جلس أبو شفيق وبجانبه شفيق وشفيقه والحيرة تبدو جليه على نظراتهم.
نظرت أم شفيق اليهم ورفعت كتفها وتنهدت تنهيده قويه وقالت بصوت يملئه الفرح والسعاده: سأخبركم بأمر هام يوم غد سيكون يوم تحقيق  الاحلام، اتكأ أبو شفيق على المخده وتكلم بلهجه تهكمية : يوم تحقيق الاحلام؟ كيف هذا يا عزيزتي؟؟!!
ابتسمت أم شفيق وقالت: نعم منذ شهر اشتركت بجمعيه ندفع بها يومياً عشرة قروش وغداً سأقبضها قيمتها عشرة دنانير!!! صرخ شفيق وهللت شفيقة من الفرحه وهم يرقصون عشرة دنانير مرة وحدة.
عدل ابو شفيق جلسته ورفع حاجبه وقال ومن أين لك العشرة قروش كل يوم؟ لكن صوت فرحة شفيق وشفيقه أضاع الموضوع وبدأوا جميعا يحسبون ماذا سيفعلون بالعشرة دنانير ، شفيق اقترح أن تطبخ لهم امه كفتة فهو يتمنى أن يذوقها وشفيقه طلبت أن تشتري تفاح فهي لم تراه إلا بالمسلسلات، وطلبت إشارب جديد بدل الاشارب الوحيد الذي تملكه وشفيق طلب أدوات للمدرسه، ثم نظرت ام شفيق لأبو شفيق نظرة رومانسيه وقالت له :وأنت ألا تريد شيئأ لك هل تريد جرابات عوضاً على الجرابات المهترئه التي ترتديها؟؟
نظر أبو شفيق لها وقال: أريد أمرا واحد أن اعرف من أين لكي العشرة قروش كل يوم؟
وبدأت ام شفيق وأولادها يحسبون ويحذفون بعد الأمور حتى حددوا المشتريات التي تكفي للعشرة دنانير.
لم يستطع كل من شفيق وشفيقه  النوم فقضى كل منهما الليله وهم يتخيلون طعم الكفته والتفاح ونوعيه الأغراض التي سيشترونها.
وجاء اليوم الموعود وخرجت أم شفيق لتستلم الجمعيه من الصباح الباكر.
جلس شفيق وشفيقه ينتظرون أمهم بفارغ الصير ويحاولون أن يضيعوا الوقت باللعب وتخيل الأشياء وترتيب البيت، وأبو شفيق جالس في زاوية البيت ويكلم نفسه ويقول: ترى من أين لها بالعشرة قروش كل يوم ؟؟ّ!!
لمح شفيق والدته من شبه النافذه التي في منزلهم وبدأ يصرخ عادت أمي  عادت أمي ..
دخلت أم شفيق والاحباط والحزن يبدو جلياً على وجهها واتجه اليها شفيق وشفيقه وسألوها: ضحكوا عليكي ولم يعطوكي الجمعيه؟؟ هزت راسها بالنفي ... لم تجدي المرأة بالبيت؟ هزت ايضا بالنفي.. اذا ما الذي حدث أخبرينا؟؟؟
-         لقد سرقت ، بعد ان  خرجت من  عند المرأه كنت امشي وهناك شاب صغير يمشي بجانبي طول الوقت لم انتبه له حتى اقترب مني وسرق  الحقيبه وهرب!!!
ساد الصمت بينهم من شدة الحزن ولم يستطعوا أن يقولوا شيئا حتى قطع هذا الصمت صوت أبو شفيق الذي ما زال جالس في الزاوية ويكلم نفسه وقال: اها الان عرفت كيف كان النصف دينار (المصروف اليومي ) ينتهي بسرعه!!!!

الحب فنون




أحبها بجنون منذ اللحظة الاولى التي راها فيها... قصة عشقهما اصبحت كقصص الحب التي تناقلها الناس عبر التاريخ... لكنها قصة بتفاصيل عصرية... هو لا يتخيل حياته بدونها... تعب كتيراً لكي تشعر بحبه وتبادله الحب بحب مماثل... عندما اخبرته للمره الاولى انها احبته.. احس انه ملك الدنيا وما فيها... ففرحته يومها لم تضاهيها فرحة... رسما سوياً تفاصيل حياتهما المستقبلية... تخيلا ليلة زفافهما...الاغاني التي سيرقصون عليها... جميع التفاصيل الدقيقة..
حتى منزلهما تخيلوه كاملاً.. عدد الغرف ... ألوان الاثاث.. ترتيب المنزل بكل تفاصيله ... حتى انهم اختاروا اسماء اولادهم ... والتخصصات الجامعية التي سيختارونها عندما يكبرون...
كان دوماً ينظر لعينيها ويخبرها كم ينتظر اليوم الذي يجمعه بها بيت واحد... وعدها انه لن يدع اي عائق يقف امام حبهما .... فهو لا يتخيل نفسه مع غيرها.. وانه ينتظر بفارغ الصبر ان يبدأ حياته العملية.. لكي يصبح حلمهما حقيقة وواقع...
الا ان جاء هذا اليوم ... اليوم الذي اصبح اخيراً باستطاعته ان يبدأ حياته معها.. ذهب اليها بلهفة كبيرة واخبرها ان تنتظر يوم الخميس القادم زيارة والدته لكي تتعرف عليها ولتبدأ اول خطوة بتتويج قصة حبهما...
ومرت ايام الاسبوع عليه ببطء فهو لا يطيق الانتظار .... خصوصهاً بامر يتعلق بها..... ثم جاء يوم الخميس ... وذهبت والدته الى الزياره لوحدها لكي تتعرف عليهم ....  انتظر والدته وهو يتخيل ما الخطوات القادمه ... حتى انه قام بمكالمة اصدقاءهم المشتركين لدعوتهم للخطبة... استقبل والدته  عند عودتها والشوق بعينيه... سالها هل اعجبتها؟؟ وعلى ماذا اتفقوا؟؟؟
نظرت له والدته ... ثم اخبرته انها لا بأس بها لطيفه!!.... لكن منذ فترة سكنت مقابلهم عائلة راقية ومحترمة جداً ... لديهم فتاة تتمتع بجمال لا يوصف ... ومسكت يده واتجهت به نحو النافذه... وقالت له ..."انه موعد عودتها من الجامعه ... انتظر لتشاهدها... انا متاكده انها  ستعجبك"
واشارت  له باتجاه فتاة ... تقود سياره فارهه.. وقالت له.. " هاهي...انظر كم هي جميلة... انظر ما اروعها.... ووالدها له منصب كبير في البلد"
نظر الى والدته وصمت قليلا وامسك يدها وقال " امي تعلمين كم احبك!! وتعلمين كم يهمني رضاكي!! لذا اتكلي على الله واخطبيها لي!!! 

اللي استحوا ماتوا!!



في الفترة الأخيرة كانت القنوات الاخبارية والبرامج الحوارية محط اهتمامي لكني أخيرا قررت الخروج عن هذا الروتين اليومي الذي فرضته علينا الأحداث الأخيره  وعاودت ممارسة احدى هواياتي السابقة وهي التقليب بين المحطات واكتشاف قنوات جديده فأمسكت " الريموت كنترول " وبدات رحلة استكشاف القنوات الفضائية حتى استوقفتني قناة جعلتني "أتنح" بالشاشه مدة دقيقه دون ان ترمش عيني فالصدمة التي اصابتني بسببها أكبر من صدمة امرأه بخيانه زوجها لها.
قناة "انا بانتظارك" تكتب على الشريط بهذه الطريقة "Ana Bintizark" على قمر النايلسات، تعرض القناة صور فتيات يمسكن بالهاتف طوال الوقت مع عرض أرقام لجميع الدول العربيه ووجود جملة " خط خاص للمتحدثين بالعربي" بمنتصف الشاشه حاولت ان لا أدع " النية السيئة" تسيطر على تفكيري ، وقررت أن أقطع "الشك باليقين"  وأي يقين!! أقوى من صوت فتاة تردد مجموعة من الشعارات الخاصة بالقناه مثل :
" أهلا وسهلا فيكم معنا بمحطة السعاده والمتعه"
" معنا بتلاقي احلى واجمل صبايا مثيرات"
" لا تبقى بعيد وحيد احنا بانتظارك لنخلي حياتك ووقتك أمتع"
 " احنا معك والك بكل وقت الصبح والمسا 24 ساعه وسبع ايام بالاسبوع ووقت ما بدك بتلاقينا"  والمزيد من الشعارات التي لم تدع مجالا للشك!!
هل وصل الاستخفاف بالمشاهد العربي، والتقليل من احترامه الى هذا الحد؟ صحيح اني لست على اطلاع بقوانين البث على قمر النايلسات لكني كأي مشاهد عربي مقتنع ان يكون قمر كالنايلسات جمهوره المستهدف المشاهدين العرب قد فرض شروط  على أصحاب القنوات تنص على احترام المشاهد العربي واحترام الأعراف والتقاليد،واحترام الاحترام على الأقل، في أسوأ الأحوال لو كان لأي قناة اهداف خفيه غير اخلاقية يجب عليها لا تعلنها " عيني عينك" !!
والغريب بالأمر ان النايلسات منذ بضع أشهر قام بإغلاق قنوات عديدة ذات طابع ديني " بغض النظر عن كونها سنيه أو شيعيه" بدعوى انها اخلت ببند أو أكثر من بنود عقد النايلسات! فما نوع المكيال الذي يستخدمة قمر النايلسات في التعامل مع هذه القنوات، وماهي البنود التي أخلت بها القنوات الدينية ولم تخل بها قناة " انا بانتظارك" .
ولأنني ما زلت متأثرة بالأحداث الأخيرة، قررت ان أقوم بثورة إعلامية أصلاحيه فضائيه من شعارها " المشاهد يريد اسقاط القناة" "المشاهد يطالب باحترامه " ونقول لقناة "انا بانتظارك" ولقمر النايلسات صحيح " اللي استحوا ماتوا"

دعوة للحب



دوماً تعايره ببروده وجموده.... تطلب منه ان يشعرها بحبه، ان يكون رومانسياً ... فهي حتى بعد انجابها أربعه اولاد ما زالت انثى ... تحب ان تشعر دوماً بالدفئ والحب...هو دوماً يخبرها ان المشاعر داخل القلب...  وان امور الحياه لا تتيح له الفرصه بالتفكير بصغائر الامور... تغضبها ردوده فهي تكره انه يعتبر الحب من صغائر الامور... حتى انها لاحظت انه لا يذكر كلمة حب على لسانه كانه يهابها... فهو يشير للحب بكلمات مختلفة... كالمشاعر... والاحاسيس...
وفي أحد الأيام قضوا ثلاثة ساعات من النقاش المتواصل فقط لتقنعه بنطق الكلمه كانت تصرخ وتقول: فقط قل احبك الموضوع ابسط مما تتصور... وكلما يزيد اصرارها بسماع الكلمه...كان يزيد عناده ويثور اكثر... وبدا كلماته المعهوده "الاحاسيس لا تعبر بالكلمات فقط... يجب ان تراعي اني اعمل طوال النهار لكي أوفر لك وللأطفال كل ما تحتاجونه!!
وفي نهاية النقاش ابتسمت وقالت "يا الهي يا زوجي العزيز ...  لقد أضعت ثلاث ساعات وانت تتكلم وذلك حتى لا تقول كلمة احبك!!!"
كان هذا نقاش مستمر بشكل شبه يومي... وفي احد الايام خرجوا للتبضع للبيت من احد المجمعات التجارية.. وكانوا قبل خروجهم قد دخلوا بنفس النقاش اللامنتهي... حتى وهم داخل المجمع... لم تتردد بفتح الموضوع... وهي تشير لكل اثنين ... انظر كيف يمشي بقربها... كيف يتهامسون... وانت تبعد عني بخطوات كاني اعاني مرض معدي... يا عزيزي لا تقل لي احبك لكن على الاقل ابقى بقربي... عاملني كزوجه لا كعدوة... الحب لا يقلل من شأنك كرجل... انا لم اطلب منك ان تمسك مكبر الصوت وان تقول لي احبك امام كل زوار المجمع...
ومع كل دقيقه تمر كان اصرارها يزيد اكثر واكثر... فقد عاهدت نفسها يومها ان لا يمر هذا اليوم حتى يقولها... ولذلك كان اصرارها يومها كبير..وفجاة التفتت حولها ولم تجد زوجها... حتى سمعت صوته يتردد في ارجاء المول وهو يقول:" زوجتي هل تسمعيني؟؟؟" قالت في نفسها " يا الهي كنت امزح... هل سيعبر عن حبه لي كم قلت له " ثم وقفت بكل شموخ وهي تشير للجميع "انا... زوجته" وعم الهدوء قليلا بالمول وكأن الجميع ينتظر هذه اللحظة..
"هل تمسعيني يا زوجتي العزيزة... اريد ان اخبرك  شيئاً امام الجميع.. زوجتي العزيزه انتي طالق!!!!
صمتت لبرهه... ثم ابتسمت وقالت" عجيب امرك ايها الرجل ...كلمة طالق لديك اسهل من كلمة أحبك"

رساله الى أسير



عادت سلمى من مدرستها رمت بحقيبتها على الباب واتجهت نحو والدتها وقالت:

-         امي اليوم هو يوم الاسير؟ كيف نسينا هذا؟! كيف ننسى هذا اليوم وكل العالم يتذكره، امي اتعلمي ان في هذا اليوم من كل عام يتضامن معنا العالم بأسره، تخيلي يا امي العالم بأسره يتكلم عن الاسرى ويتضامن معهم . لقد اخذت اليوم مس مريم اسماء كل بنات الاسرى وطلبت منا ان نكتب كل واحده رساله الى والدها وستحاول هي ايصالها لهم. لا ادري يا امي ماذا اكتب لابي هذا العام فهذه رسالتي الثالثه له. اعتقد يا امي انه سيلاحظ اني كبرت من خطي واسلوبي وسيفخر بي بالتاكيد ، ساخبره اني اصبحت اطول عن العام الماضي وأنك بدأتي تنفلين لي شعري في المناسبات. أو قد يغضبه هذا فأنتي في احدى المرات أخبرتيني أن أبي لا يحب أن تنفل الفتيات الصغيرات شعرهن. لا لا لن يغضب فأنا كبرت الان وأصبحت بالصف الثالث. وسأخبره أيضاً أني كنت الثالثه في الصف الثاني مع أني اعلم أنه سيحزن وقد يغضب مني لكني سأذكر له الاسباب. سأخبره بما حدث وكيف كسرت يدي ومرضت عندما كنا نهرب من اليهود في إحدى المرات. لكن أبي أسير بطل قد يغضبه اني هربت من اليهود ولم ارميهم بالحجاره.
لا اعتقد انه سيغضب فأنتي قلتي لي يوماً أن أبي يخاف علي كثيراً ولا ويريد لي أن أتعرض لأي مكروه. صحيح ولن أنسى أن اخبره عن ما حدث لجارنا أبو فلاح وكيف وقع على الأرض وهو يركض خلف حماره الذي هرب منه ، ستضحكه هذه القصه بالتأكيد فكما علمت منك أنه كان دائم الضحك على مواقف أبو فلاح. ولن أنسى ان أقول له أني ألقي بعد القصائد من تأليفي في إذاعه المدرسه أتخيل وجهه كيف سيكون سيفخر بي بكل تأكيد. وسأقول له ان العالم كله يتذكره بيوم الأسير وساخبره بما حدث بمصر وما يحدث الأن في اليمن وليبيا وسوريا أكيد هذه الاخبار ستفرحهه وستجعله يطمئن بأن المستقبل يحمل الأمل فما حدث في الوطن العربي دليل خير هكذا يقول الجميع. ولن أنسى أن أخبره كم أحبه وكم اتمنى ان أراه واقعاً امامي وليس مجرد صورة وكم أتوق لأن يضمني بين ذراعيه وان يروي لي قصصه البطولية وامشي معه بين الناس لأقول لهم هذا أبي البطل الذي حارب اليهود وأسروه وانا لم أرى النور بعد. آه صحيح لقد نسيت سأذهب لأتصور صورة جديده لكي أرسلها مع الرساله ليرى ابي كم كبرت ... الى اللقاء أمي

ابتسمت ام سلمى لابنتها وودعتها ثم اتجهت نحو الهاتف
-         مرحبا مريم، ارجوكي لا تنسي إذا فشلت المحاوله كالعاده أخبري سلمى أنها الوحيده التي استلموا رسالتها واحضري الرساله لي لأحتفظ بها مع رفيقاتها في الصندوق لعله يأتي اليوم الذي يقرأ به أبو سلمى رسائلها ....

 
Design by Free Wordpress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة