مملكة...أنا




في مكان ما وفي زمن لا يعلمه أحد كان هناك مملكة تدعى مملكة " أنا " نسبة الى ان كل من يحكمها  يكون اسمه "أنا" وقيل ان هذه مجرد صدفة وكان "أنا " الأول هو  الذي قرر أن تسمى هذه المملكه بهذا الإسم وقيل أنه أقنع الشعب بذلك بقوله أن "أنا" عائده على الحاكم الذي يفني نفسه لحماية الوطن والمحافظه عليه وخدمه وأقل شيء ممكن ان يقدم لهذا الحاكم هو أن تسمى المملكه بإسمه ولا أحد يتذكر ماذا كان اسم هذه المملكه سابقاً وقد فرضت قوانين وانظمه غريبه وقاسيه في هذه المملكه من اهمها ، يمنع الكلام بين ابناء الشعب الواحد والتواصل فيبما بينهم يكون بالاشارات ويمنع السفر أو محاولة التعرف الى العالم الخارجي حتى انه قيل لا يوجد عالم اخر في هذا الكون غيرهم .
يسكن "انا " الحاكم وكل مساعديه وأعوانه والنخبه في بيوت  مبنيه من حجاره وبقيه الشعب لا بد ان يسكن في بيوت مبنيه من ورق، هناك اطعمه وشراب خاص للحاكم ومعاونيه والنخبه لا يمكن للشعب ان يتذوقه والعكس صحيح.
 وفي أحد الأيام عاد أحد افراد الشعب الى الوطن ويدعى "حر" يقال ان والده استطاع الهرب به خارج الوطن وهو صغير دون علم أحد.
"حر" عاش هو ووالده  في موطن مجاور بعد ان تعلم وكبر به لكن والده اخبره انه لابد ان يعود للوطن مره اخرى حتى لو كان وطن لا يعلم به احد فيكفيه انه وطنه وله عليه حق.
 وبالفعل عاد "حر" الى موطنه وبالرغم من أن والده قبل مماته أخبره بقوانين موطنه وان الكلام من الممنوعات لكنه كان على أمل أن يجد كل هذه الامور قد تغيرت لكنه تفاجأ بأن شيء لم يتغير وكل شيء كما اخبره به والده بل على الأسواء.
منذ ان دخل "حر" الوطن بدأ بالكلام مع الناس ومحاولة اقناعهم ان الكلام اقل حق من حقوقهم التف الكثير حوله وكانوا يسمعونه مقتنعون في كلامه لكن هناك من كان يخاف من هذه التجربه وهناك من كان يرى ان حياته رائعه وهادئه هكذا ولا يريد اي تغيير يعكر هذا الهدوء.
لكن فئه الشباب ومن كانوا دوماً يحاولون ان يفهموا لماذا منعوا من الكلام انجذبوا وأمنوا بما قاله "حر" وقرروا ان يكونوا معه وان يتعلموا منه وبالفعل أصبحوا يؤمنون بأن الكلام حق لهم  وبدات حركات تنادي بحريه الكلام وحق المساواه بين الجميع وبدأوا يطالبوا بان ينتشر العدل ويحاكم الظالم ويجتث الفساد من جذوره، حتى وصل لمسمع معاوني "أنا" هذا الكلام ونقلوا له ما حدث .
نزل "أنا " بين الشعب لأول مره فهذه أول مره يراه الشعب شكله وكيف يبدو واجتمع بهم وبدأ حديثه مخاطبا الشعب بعد الاحتجاجات التي ظهرت قائلاً" لقد حز في نفسي ما فعله بعض أبناء وطني مقابل ما أفنيته وقدمته لهذا الوطن وان كنت يوماً قد منعت الكلام بينكم فقط لعملي ان الكلام لا يناسبكم انظروا ماذا حدث بعد أن جاءكم شخص يتكلم وبدأتوا بالكلام تعتقدون اني لم افهمكم وأنتم  صامتون لقد فهتكم جيدا اقصد فهمت شعبي جيداً لكن من انتم؟ انتم ليس أبناء شعبي الوفي أبناء شعبي صامتون لا يتكلمون ... أتعلمون من الذي جعلكم تتكلمون إنها بعض الارواح الشريره التي جاءت من الفضاء الخارجي بقياده هذا العميل "حر" وسكنتكم لذا سنطرد هذه الأرواح من أبناء شعبنا، وللأسف لا يوجد وسيله للتخلص من الروح الا بالضرب وستعلمون أن هذا الامر لمصلحتكم، لكن مع كل هذا ولتعلموا كم انا احبكم سأسمح بيوم يحدد بالسنه للكلام تحت اشرافنا حتى لا يستغله الأوغاد أما بقيه مطالبكم سننظر بها وسننفذها لكم لكن الان ساعدونا بالتخلص من الارواح الشريره التي سكنتكم وساعدونا بالقبض على هذا الوغد "حر" عاشت مملكة انا ... عشت انا لكم ولحمايتكم "
صفق جميع الحضور لقائدهم "انا" الا الشباب الذين لم يقتنعوا بما قاله، وبدأ الناس بتسليم اولادهم لمعاوني "انا " لكي يخلصوهم من الأرواح الشريره التي سكنتهم كانوا يرون أولادهم يضربون أمامهم بقسوة ويقولون المزيد اخرجوا الروح الشريره وقبض على "حر" بمساعده أفراد من الشعب أصحاب الفكر الذي يقول" نحن أفضل من غيرنا ولا نريد أن تعمنا الفوضى وحياتنا هكذا رائعه وفعلا الكلام لا ينسبنا".
وعادت مملكة "أنا " لسابق عهدها منع بها الكلام ، حتى اليوم الذي وعد به الحاكم كان محدد فقط لمديح "أنا " وأعوانه. وقد فرض قرار جديد يقتضي بمنع السمع بفرض سدادات على المواطنين. ورددت بعد فترة من  الزمن اشاعه مفادها أن هناك مجموعه من الشباب ساعدت بتهريب "حر" خارج البلاد لكي يعود يوماً فهم يؤمنون ويعلمون ان مهما غاب "حر " عن الوطن لابد ان يعود.....

7 comments:

Ahmad يقول...

شو هالتفاؤل المفرط .. ذبحتينا ، مرّة نهاية سعيدة !! من قبيل تغيير طابعك المعهوووود :P

غير معرف يقول...

التحليق فى آفاق الفضاء .. يتحقق يوما ما على أرض الواقع ..وما رأيناة من ذل وكبت وقمع للحريات هو مادفع ثورات الشعوب على الأنتفاض للحرية وللكرامة وللعدالة الأجتماعية .. كنا الصمت مخيما على البطاح وجو الحرية غير متاح والشعب مثخن بالجراح وما قرأتة هو المؤشر الحقيقى على النجاح .. وقد كتبت فى مدونتى (مدونة الشاعر المصرى ابراهيم خليل .... الكثير مما تكتبينة لكن فى رواية الكثبان الرملية التى تنبأت بالثورة قبل وقوعها بعام لك تحياتى على أسلوبك المتطور الرقيق وأدعوكى لزيارة مدونتى أو تصفح جريدتى على النت (جريدة التل الكبير كوم)..ففى التواصل الخير الكبير (ابراهيم خليل --رئيس تحرير جريدة التل الكبير).

sheeshany يقول...

بعد كل هذا عادت لسابق عهدها! يا سلاااااااااااااااام ! :))

noora يقول...

ما انا يا احمد فتحت باب الرجعه اله شو بدك تفاؤل اكتر من هيك :)

noora يقول...

سيد ابر اهيم

أشكرك على هذا الكلام الرائع ويشرفني التواصل معك في القريب العاجل ان شاء الله

noora يقول...

بتعرف هيثم ما في شي بيحي بالساهل شو ورانا قاعدات :)

sheeshany يقول...

على رأيك! :)

إرسال تعليق

 
Design by Free Wordpress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة