هو... والآخر




يجلس مبتسماً خلف النافذه ، نظر اليه الآخر: وقال عجيب أمرك كيف لمثلك أن يبقى مبتساً على أمثالك ان يكونوا قد نسوا الأبتسام منذ زمن ليس بقليل.
هو: صباح جميل (يشير الى بعض الفتية الصغار الذين يمرحون ويقول) ما اجمل الطفولة ... كم اتمنى ان اعود صغيراً
يضحك الاخر بصوت عالي ويقول: تعود صغيراً؟ اصمت لا تضحكني .. من يسمعك يعتقد انك قضيت اجمل طفولة... الم يسافر  والدك قبل ولادتك.... ليذهب الى بلاد بعيده حتى يعود لكم بالمال الوفير... لأنه لم يستطع أن يؤمن لكم شيئاً هنا ولكنه للأسف مات بأرض غير أرضه .
هو والابتسامه تفارق وجه : لكنه على الأقل كان يحبنا هكذا كانت دوماً أمي تقول لي، ألا يكفي أنه كان يحبنا ويحلم بتوفير حياه رائعه لنا –رحمة الله عليه -
الاخر:كعادتك تهرب من الحقيقه المره وتحاول أن تقنع نفسك بعكسها !!... أنسيت كم عانيت انت وشقيقتك بعد وفاة والدك ؟؟؟ كنتم تبيتون ليالي بلا طعام ... وان نسيت ايام الجوع كيف تنسى ايام البرد القارس وما عانيتموه... أنسيت الذل الذي عاشته والدتك ولتخرجكما من الذل اضطرت للزواج من اول رجل يتقدم لها بعد مرور اربع سنوات على وفاة  والدك...
هو :" يا الهي كم تكره ان تراني سعيداً وتذكرني دوماً بأسوأ ايام حياتي!!
الاخر:أسوأ ايام حياتك!!! بل قل الاجمل !!الم تذوقا انت وشقيقتك ووالدتك اسوأ انواع العذاب على يد زوج والدتك؟؟؟ لا تقل لي انك نسيت ذاك اليوم الاسود الذي توفيت به والدتك من كثر الضرب على يد زوجها وذلك لمجرد انها ذكرت أباك بالخير أمامكم ؟؟... وليبرر قتله ادعى انه عاد ووجد عندها رجل ليخفف الحكم عن نفسه  وتعتبر قضيه شرف أقصد دفاع عن الشرف!!؟
وانت وشقيقتك تعلمون ان هذا الامر لم يحدث ولم يكن هناك أي رجل في المنزل وقتها بل كنتم تجلسون أنتم ووالدتكم وهي تروي لكم بعض القصص عن والدكم وطيبته لكنك صمتت ولم تقل شيئاً ، يبدو أن الهروب والجبن صفه متأصله بك منذ كنت طفلاً ؟؟؟ حتى عندما هربت شقيقتك هرباً من كلام الناس ولتبحث عن حياة أفضل لم تحاول البحث عنها حتى اني اجزم انك سعدت بهربها؟؟ والغريب أنك سعدت لنقلك الى ملجأ، كانك أردت الهروب من العالم الخارجي لعالم آخر لا أحد يعرفك به.
هو : انظر الى هذا اليوم ما اجمله واتركنا من الماضي ... لن يفيدنا العوده للوراء.
الاخر: انت تقتلني ببرودك واستسلامك ... اصرخ ... اعترض.. لا تصمت... كيف استطعت ان تصمت عندما كانوا الاولاد يضربونك في الملجأ؟؟؟ لماذا لم تعترض عندما سحب منك المقعد الجامعي الذي انت احق به ليذهب لابن المسؤول... لتبقى انت دون شهاده جامعية رغم تفوقك... لا بل وافقت أن تعمل مراسلا بشركه كنت تتفوق على اكبر موظف بها بذكاءك .. ذكي لكنك جبان..
هو:انت تهول الامور ... لم نضيع حياتنا بالمشاكل والوقوف عند التفاهات لنعش الحياه...
الاخر: تفاهات؟؟؟؟ اية تفاهات هذه؟؟ حتى بزواجك كنت جبانا ولم تقل لا لرئيسك بالعمل؟؟ وانت تعلم ان شقيقته التي عرضها للزواج عليك ذات سمعه سيئه؟؟؟ وأنه لم يعرضها عليك إلا لعلمه أنك لا تعرف أن تعترض أو تقول لا !!  وحتى بعد زواجك بقيت معها رغم كرهك لها ...وانت تعلم كم هي سيئه؟؟؟
هو: يا اخي لا تبالغ ... واتركنا من الماضي ... انظر استمتع بهذا الصباح الجميل، انا نسيت هذه الأمور منذ زمن.
الآخر: لاتهرب واجه الحقيقه.... اتذكر ابنك الذي ربيته حتى اصبح عمره 4 سنوات... ماذا فعلت عندما علمت انه ليس ابنك؟؟؟ بدلا من ان تقتل زوجتك او تفضحها على الاقل ... طلقتها بكل هدوء واعتزلت العالم ... وبقيت بمنزلك اشهر معتزلا الناس من حولك.. ولماذا؟ لأن طليقتك كانت على صلة بشخص مهم ز
هو: ما الفائده من الكلام ... الاعتزال افضل من ان اقحم نفسي بالمشاكل.. الحياه بسيطه يا صديقي، بسيطه لا تعقدها
الآخر: ولان "من يخاف من الذئب يراه " رغم جبنك وهروبك من المشاكل.... كانت المشاكل تبحث عنك... فحتى بعد اعتزالك الناس ... الم تتورط بقضيه سياسيه لمجرد ان جارك بالسكن كان من المعارضين السياسيين... ولسوء حظك اليوم الذي قررت به الخروج من العزله ... خرجت من شقتك لتصطدم بجارك وتساعده بلملمه اوراقه ... كان هو اليوم المقرر لتلقي به رجال المخابرات القبض على جارك وتتورط انت بقضيه لا تعلم عنها شيء... لتكن من المعارضين وانت الذي لم تعترض يوماً ... و تجد نفسك وسط مشكله لا ناقة لك بها ولا جمل دون أي اعتراض، كم أنت جبان ..
انا لست جباناً... لا تقل جباناً... انا لست جباناً ... انا لست جباناً
                                                 
وفي هذه اللحظه تدخل ممرضه للغرفه وتقول لزميلتها " مسكين هذا الرجل منذ اليوم الاول الذي جاء به للمصحه بعد نقله من السجن ..وهو يكلم نفسه يومياً ومن ثم يصرخ انا لست جباناً......!!!

6 comments:

sheeshany يقول...

يااااااااااااااااااااه! حزار شخصي طلع!

و أنا اللي بدي أكتب كنت عن إنو شو متشائم الشخص الثاني!

غير معرف يقول...

بعكسك هيثم أن توقعت إنه الحوار مونولوج أو صراع داخلي، هذا النتيجة لعدم القدرة على قول لا ... الجنون، لتتحول مباشرة لشيء يشفق عليه !

سلمت يداكِ

sheeshany يقول...

:) و الله ما توقعت يكون مونولوج

noora يقول...

كيف وانا اخدعك هيثم :)) 1-0

noora يقول...

الله يسلمك يارب :) شكرا لاهتمامك

sheeshany يقول...

همممممممممممم

لنا صولات و جولات أخرى ... سأنتقم
:]]]

إرسال تعليق

 
Design by Free Wordpress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة