حمار مع مرتبة الشرف



في يوم ولادتي سمعت الدكتور الذي اشرف على ولادتي يقول للممرضه: وهاي زادوا الحمير حمار... وهاد بالذات حمار مع مرتبة الشرف...
كانت اول جمله اسمعها بحياتي لكن لم تكن الاخيره ابداً فعندما اصبح عمري سنه سمعت ابي يقول لامي: ابنك الحمار متى راح يعرف يمشي... والله وعرفتي تخلفي "حمار مع مرتبة الشرف"... كبرت وبدات أفهم ما يدور حولي... اتعبتني كلمه حمار .. واردت ان اثبت لكل من حولي عكس ذلك.
وفي اول يوم لي في المدرسه دراسيه ... بدأ المدير يصرخ... "يلا يا حمار منك اله كل واحد على صفه"... قررت ان اعترض ان اتكلم: بس انا مش حمار!!!
وبترد بوجهي صحيح انك "حمار مع مرتبة الشرف" .!!
بدات افكر بالكتابه ... كتبت قصه قصيره.. فرحت بنفسي ذهبت راكضاً لافرح ابي... نظر الي وضحك قائلاً: حمار وبدك تكتب ولك بلا حكي فاضي انتبه لدراستك... وقام بتمزيق القصه.
لم احاول الكتابه مره اخرى... اكملت سنوات دراستي دون ان احاول ان افعل شيئاً... قد ايقنت بداخلي اني "حمار" ولن استطيع انجاز اي شيء.
تخرجت من الجامعه وقررت ان اغير هذا المنطق.. ان انجح .. ان اثبت اني مبدع ولست "حماراً" وبدات اعمل باجتهاد... اعمل مثل الحمير لاثبت اني لست حماراً!!!
وفي يوم من الايام جاء زميلي بالعمل يحمل ظرف... وقال لي: خد استلم هاي شهاده تقدير من المدير العام على مجهودك واعمالك ... انبسط يا عم.
وكان الجميع من حوله مسرورين جداً ... لم اكن اعلم انهم يحبوني لهذه الدرجه... فتحت الظرف وقد كتب بالشهاده.. "تقديرا لكفائتك ... وعملك المتواصل,,, نتشرف باهدائك شهاده "حمار مع مرتبة الشرف" وبدأ كل من حولي بالضحك... معتقدين انها دعابه رائعه.
لم اتحمل هذا الوضع... خرجت راكضاً وانا اصرخ باعلى صوت" ارحموني ... انا مش حمار.. انا مش حمار" بداوا الناس من حولي يصرخون " ولك يا حمار انتبه الشارع ... السيارات الطريق...
"انا مش حمـ.... " وكانت اخر كلمه اسمعها " له له شوف الحمار كيف ركض بنص الشارع عاش ومات حمار ... صحيح انه "حمار مع مرتبة الشرف"
                                             

0 comments:

إرسال تعليق

 
Design by Free Wordpress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة