عيون تبصر الحب


شعرت به قادم وعيناها تنظران للنافذه، شممت عطره الذي اخترق خﻻيا جسمها، لقد جلس بجوارها بالمقعد الفارغ الذي بجانبها، ارتسمت على وجهها ابتسامة صغيرة معبرة لمحهها هو، قال في نفسه سيدفعها الفضول للالتفاف نحوي سأرى مﻻمحها التي تبدو هادئة وجميلة عن قرب أكثر، خاب ظنه كيف وتسائل كيف لها أن ﻻ تملك فضول الأنثى التي تريد اكتشاف الرجل الذي يجاورها في المقعد، انها تبتسم مرة أخرى تلك الابتسامة التي اعتقد انه فهمها لكن ﻻ يبدو ذلك!!

شعرت بتوتره، تكاد تسمع نبضات قلبه رغم الضجيج الذي يصدره بقية الركاب بحديثهم ورنات هواتفهم وصياح "الكنترول" المستمر وهو ينادي على المواقف التي يقف عليها الباص، هي تشعر أنه يسترق النظر اليها بأطراف عينيه رغم أنها لم تلتفت إليه لكنها ترى ذلك بوضوح، أصبحت تشعر أن نبضات قلبها هي الأخرى بدأت تعلو شيئاً فشيئاً.

رغم هدوئها غامضة هذه الفتاة، هكذا حدث نفسه أصبح معزوﻻً عن العالم الخارجي وكأنه ﻻ يوجد في الباص غيرهما، هل تراني أحببتها، ﻻ يوجد حتى نظرة أولى كي يحبها فهي لم تلتفت له ولو لمجرد لحظة لم تحرك ساكناً وكان هناك عﻻقة صداقة وثيقة تربطها بتلك النافذة، كم أحسد تلك النافذة، هكذا قال لنفسه، كم أرغب رؤية عينيها، إنها تلك الإبتسامة مرة أخرى ماذا تقصد بها؟ تراها تقرأ افكاري ! تحاول إثارة فضولي أكثر؟

تراه ماذا يقول في نفسه؟؟ اتخيل مﻻمحه الآن، أكاد أسمع صوت اصطدام حاجباه ببعض من شدة غضبه، سيعذرني كم اتنمنى أن يعذرني، من منا سينزل أوﻻً أريد أن أكون أنا الأولى، أريد أن تصطدم قدمي بقدمه بالغلط، أن أقع ويمسك بي كي يعلق عطره بثيابي، وقتها سيعذرني وسيزول غضبه.

لقد تعدى الباص الموقف الذي أريد النزول به، لكني سأنتظرها حتى تنزل ستلتقي عيوننا ببعضها من كل بد مهما حاولت أن ﻻ يتم هذا اللقاء، سأغلق بقدمي عليها طريق الخروج وأدير وجهي على الجانب الآخر حتى أرغمها على قول "لو سمحت" فأضرب عصفورين بحجر واحد أسمع صوتها، وأرى عينيها.

طرقت بإصبعها على النافذة عندما نادى "الكنترول" على الموقف التي تريد النزول عنده، كانت طرقات إصبعها على النافذة بالنسبة له كسمفونية عذبة، وبسرعة البرق أدار بوجهه على الجانب الآخر وهو يسترق النظر إليها، نهضت من مقعدها وأخرجت عصاه وفردتها وبدأت تتحسس طريقها.. اصطدمت به وقالت "لو سمحت" بنفس تلك الابتسامة غادرت مقعدها وغادرت الباص وتركته مجمداً من هول الصدمة

هو لم يرى عينيها... هي لم ولن تراه.......


1 comments:

محمود أبوصيام يقول...

هائل يا نورا ،، تصلح كسيناريو لفيديو كليب هادف بدل الهرآء الذي يطل على الشاشات صباح مساء

إرسال تعليق

 
Design by Free Wordpress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة