ليلة سقوط الحاكم



هذه القصة من وحي خيالي، ولست مسؤولة لو تشابهت مع الواقع فأنا تركت العنان لخيالي ليقول ما يريد قولة، وان تشابهت بعض الاحداث مع أرض الواقع فهو تشابه مقصود او غير مقصود ﻻ اعلم اسألوا خيالي......


المكان : مكان ما داخل الوطن العربي

الزمان : الماضي والحاضر ونتمنى أن ﻻ يكون في المستقبل



لملم أوراقه ونقوده وكل ما خف وزنه وغلي ثمنه، ووضب مﻻبسه في الحقيبة وهو يصرخ بزوجته " أسرعي جهزي نفسك والأوﻻد، الوقت يداهمنا يجب ان ننفذ بجلدنا قبل فوات الآوان"،
 نظرت اليه زوجتة نظرة مليئة بالحقد والأسى واجابته " كم قلت لك اختار أعوانك بتمعن ﻻ تثق بكل من حولك، اضرب بيد من حديد، ﻻ تستهين بأحد وﻻ تدع الفرصة لأحد أن يشعر بضعفك، هل أنت سعيد الآن لهذه الحال التي وصلنا لها؟؟ أكيد كل نساء المسؤوليين وزوجات الزعماء الآن يشمتون بي".
نظر لها وقال وهو يتأفف " ألم تكوني سبب ما وصلنا له الآن، لم تشبعي يوماً من الذهب والمجوهرات والألماس، تخيلتي أن البلد ومن فيها ملكك أنتي وعائلتك، ألم توظفي جميع أقاربك وأقارب أقاربك وأقارب أقارب أقاربك بكل الوظائف الحساسة في البلد، بحجة أننا البلد ستكون بيدنا ولن يعلم احد عن أمرنا شيء ولن يستطيع أحد من أقاربنا التمرد أو العصيان، وكنتي دوماً تسرفين على مﻻبسك ومجوهراتك لتكوني الرقم الاول في عالم الأناقة لتنافسي تلك السيدة الأولى وتلك الملكة وسمو الأميرة وزوجة فﻻن وإبنة فﻻن"
اجابته " وانت مسكين ﻻ حول لك وﻻ قوة؟؟ ألست انت المسؤول الأول عن هذه البلد؟ وكل ما يحدث فيها؟ هل تريد أن تقول للشعب ﻻ ذنب لي انه ذنب زوجتي؟؟ وكيف لشخص تمشيه زوجته كما تريد ان يكون حاكماً؟ ﻻ ترمي بالمسؤولية كلها علي، انت رضيت بكل ما يحدث مني ومن غيري، ولم تكن تريد أن ترى ما يجري حولك رغم رضاك الكبير عنه، أردت أن تقنع نفسك أنك تستحق الحكم وﻻ يوجد مثيل لك، ولممت حولك من يهللون ويصفقون لك، ونسيت انهم فئة قليلة من بقية الشعب، ﻻ تلمني أيها الزوج الحاكم فالزوج بالنهاية مهما كان منصبه هو كبقية الأزواج يسمع طلبات زوجته وينفذ ما يستهويه منها فقط"
" يكفي ثرثرة أسرعي، الأصوات تقترب منا، يجب ان نهرب قبل أن يداهمونا ﻻ أريد ان تكون نهايتي كنهاية ذاك الجرذ، أو ادخل السجن مثل ذاك المغضوب، أو أعدم بساحات وسط الحثالة من الشعب كذلك التافه، هيا أسرعي وتاكدي أنني أسيطر على الوضع فمازال هنالك بعض الحمقى يرونني الحاكم الذي ﻻ مثيل له، منقذ البشرية وحامي الحمى"
في هذه اللحظة يدخل أحد الحراس ويقول " هيا يا سيدي وقائدي وتاج راسي لقد وصلت الطائرة، هيا فالمؤامرة تبدو اكبر مما نتوقع، يبدو أن بعض الجهات الخفية حقنت الشعب بإبر تخلصهم من الخوف وتجعلهم أقوى وﻻ يهابون أحد وﻻ حتى الموت، لكن ﻻ تخف يا سيدي وقائدي وتاج راسي، فﻻ حاكم غيرك يستحق هذه البﻻد، وﻻ قائد مثلك يستطيع ان يقود هذا الشعب، سينتهي مفعول هذه الإبره عاجﻻً او أجﻻً، وسيعود الخوف يتملكهم وسيصبح الصمت لغتهم ولن ترى عيونهم غيرك إنسان بأجنحة مﻻئكية، اذهب وانت على يقين أنك تترك جند لك هنا سيعلمون هؤﻻء الأوغاد درساً لن ينسوه، سنجعلهم يتمنون أن تعود لتحكمهم ﻻ بل أن ﻻ يحكمهم طوال الحياة غيرك وغير أبناءك وأبناء أبناءك"
نظر الحاكم الى الجندي وقال له" رعايتي لك ولمن معك لم تذهب سدى، انت تعلم يا بني ان مثلي فقط من يستهدف من الاعداء والاوغاد، هم ﻻ يرودني لاني اقف ضد مصالحهم هل يوجد غيري في الدنيا من قال (ﻻ) "
خرج الجندي والدموع تملأ عينيه لينقل أغراض الحاكم للطائرة، في هذه اللحظه نظر الحاكم لزوجته ووجدها تكتم ضحكتها جاهده فقال لها" ما الذي يضحكك يا سبب المصائب يا وجه الشؤم"
أجابته " قلت لي أنت الوحيد الذي قال (ﻻ)، فلننسى أني زوجتك ودعنا نتكلم بالمنطق شعبك الآن يقول (ﻻ) ما الفرق بينك وبينه؟ أتعلم ما الفرق؟ شعبك تحرك قال (ﻻ) وعمل لأجلها، لم يقلها وهو خلف برجه العاجي وتباهى ببطوﻻت مزيفة، رغم وقوعي معك بنفس الضائقة لكن والحق يقال، هذا الشعب نسيناه انا واياك نسينا اننا موجودون فقط لنعمل لأجله، اعتقدنا ان البلد ﻻ يوجد بها احد غيرنا وغير أقاربنا تجاهلنا مطالب هذا الشعب، وكنا نعتقد اننا بسياسة العصا لن نسمع له صوتاً يوماً، لكن يا زوجي العزيز ويا حاكمي المستبد لم تجري الأمور أبدا كما نشتهي للأسف، حتى أننا لم نتعظ مما حدث لغيرنا، اعتقدنا او تخيلنا أننا نختلف وبمنأى عن الأحداث، وسياسة العصا الحديدية التي اتبعناها تخيلنا أنها ستحمينا، ياااه يا زوجي العزيز وحاكمي المستبد كم هناك دماء في رقبتنا"
نظر لها زوجها بغضب وقال " هؤﻻء خونة خونة، هناك من يستغلهم سترين ماذا سيحدث بالبلد بغيابي، سأحرق البلد على من فيها، سأجعلهم يندمون ساجعلهم يتمنون عودة عصاتي الحديدية"

في هذه الاثناء يدخل الابن الصغير للحاكم ويسال والده "أبي لما سنترك البلد بهذه الطريقة؟ لماذا كل هؤﻻء الناس يكرهوننا ويريدون قتلنا؟ الم تقل لي يوماً عندما كنا نتجول بين الناس والناس تركض حولنا أنهم يحبوننا ؟ أين ذهبوا من يحبونا؟؟ ماذا فعلت لهم؟؟ ولماذا يقولون في التلفاز أنك قاتل ومجرم؟ من قتلت ولماذا؟ هل نقتل الناس ليحبوننا بالقوة؟ ألم تقل لي أنني يوماً سأكون مكانك وسيحبوني الناس كما يحبوك؟؟ أتعلم يا أبي ﻻ أريد أن أكون مثلك... ﻻ أريد أن أقتل الناس...ﻻ أريد أن يحبونني الناس بالقوة... ﻻ أريد أن أغادر بلدي بهذه الطريقة... ﻻ أريد أن أكون حاكماً ... أريد أن أكون مع هؤﻻء الأبطال"  وأشار بإصبعه للجماهير الغفيرة التي كانت قد طوقت المكان واقتربت منه وبدات باقتحامه.... ليست النهاية


0 comments:

إرسال تعليق

 
Design by Free Wordpress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة